أعلنت الحكومة المصرية، مدينة شرم الشيخ خالية من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، في خضم استعدادها لاستضافة مؤتمر المناخ "كوب 27" الشهر المقبل.
وقالت وزيرة البيئة المصرية ومبعوث مؤتمر المناخ، ياسمين فؤاد، إن الحكومة المصرية اتخذت عدداً من الإجراءات التنفيذية للوصول بمدينة شرم الشيخ خالية من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، ومن أهمها تنظيم ورش العمل، وحملات التوعية للمواطنين وأصحاب المحلات والمطاعم بالمدينة، لرفع الوعي البيئي.
كما تضمنت الإجراءات، توزيع بدائل الأكياس البلاستيكية ممثلة في أكياس مصنعة من الأقمشة من خلال المنافذ، إضافة إلى سيارة لتوزيع الحقائب القماشية، فضلاً عن العمل على رفع الوعي على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي.
وجرى إطلاق مبادرة تنظيف شرم الشيخ "برًا وبحرًا" من المواد البلاستيكية، بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من الحكومة السويسرية والاتحاد الأوروبي وبنك القاهرة.
ووفق بيانات رسمية، تستهلك مصر 12 مليار طن من الاكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام سنوياً.
وعلى إثر ذلك، اعتمدت الحكومة المصرية استراتيجية وطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، والتي تستهدف تخفيض التأثير السلبي للإفراط في استهلاك الأكياس البلاستيكية على الصحة والبيئة والاقتصاد والمجتمع، من خلال تخفيض الاستهلاك إلى 100 كيس للفرد في السنة بحلول عام 2025، و50 كيسًا للفرد في السنة بحلول عام 2030.
مخاطر كبيرة
ويرى الخبير المتخصص في الشؤون البيئية وعضو المجلس العربي للاقتصاد الأخضر، هشام عيسى، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الأكياس البلاستيكية تعد من أخطر الملوثات على البيئة وتغير المناخ بصفة عامة، لأن المواد المكونة للبلاستيك عند حرقها تصدر غازات تؤدي لزيادة معدلات الاحتباس الحراري".
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تشمل مخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية التأثير على البيئة البحرية، وفق عيسى، إذ أنه عند إلقاء الأكياس البلاستيكية في البحار يؤدي ذلك إلى اختناق الأسماك كما تسبب مخاطر للبشر عند تناول الأسماك لبقايا تلك الملوثات.
في هذا الإطار، شددت وزيرة البيئة المصرية على أن التوقف عن استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام لم يكن بالأمر الهين بل احتاج للعديد من الجهود لتغير الثقافة السائدة وتوضيح خطورة الأكياس علي الحياة البحرية والبيئة، فكل طن من الأكياس البلاستيكية يساوي نفوق وتأثر 3 أطنان من الكائنات البحرية.
مدينة خضراء
وعاد عضو المجلس العربي للاقتصاد الأخضر إلى أنه من الأهمية بمكان التأكيد على كون شرم الشيخ مدينة خضراء، بالنظر لكونها مقر استضافة قمة المناخ الشهر المقبل، ومن ثم يجب أن تظهر مصر بهذه الإجراءات للمجتمع الدولي أنها تخطو خطوات جادة نحو الحفاظ على البيئة المحلية وتقليل نسب الانبعاثات والتلوث.
ولفت عيسى إلى أن الخطوات التي تم اتخاذها للتخلص من الأكياس البلاستيكية مهمة مع الوضع في الاعتبار توفير البدائل المناسبة لسكان شرم الشيخ، حيث أوجدت المبادرة الراهنة حلولا للأزمة سواء بتوفير الأكياس قابلة التحلل أو الأكياس القماشية.
وشدد على أن إعلان شرم الشيخ مدينة خضراء أي أنها تتبع المعايير الدولية كلما أمكن وهذا في حد ذاته إعلان إيجابي أنها تخطو خطوات إيجابية نحو التخلص من الملوثات بصفة عامة.
ويعقد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، في شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، وتأمل معه البلاد أن تصبح مدينة شرم الشيخ وجهة سياحية واستثمارية عالمية.
ونفذت مصر عددا من المشروعات لإطلاق شرم الشيخ الخضراء، ومنها نشر وسائل النقل الخضراء، ومحطات وقود السيارات بالغاز والشحن بالكهرباء والانتهاء من تحويل جميع السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، والانتهاء من رفع كفاءة وإنشاء الطرق والكباري، وزيادة المساحات الخضراء.