في بلد يستهلك كميات كبيرة من المياه بسبب الكثافة السكانية العالية، تشكل قوارير المياه البلاستيكية مشكلة بيئية رئيسية لصعوبة التخلص منها، لكن منذ 4 سنوات أوجدت إثيوبيا حلا ليس للتخلص من النفايات فحسب وإنما الاستفادة منها بإعادة تدويرها من خلال مصنع خاص.
وقالت ورقي جوتا مشرفة على تدوير البلاستيك في هذا الإطار: "لدينا خبرة في مجال تدوير البلاستيك لأكثر من 3 أعوام، حيث يتم جلب النفايات كما ترون وتصنيفها حسب الحاجة، حيث يتم سحق البلاستيك ويتم تحويله إلى ما هو أقرب إلى البودرة ثم نقوم بتعبئته في أكياس كبيرة بشكل قابل للتصدير، أما الإنتاج يتم بيعه محليا".
وأضافت جوتا أن المصنع أوجد فرص عمل لأكثر من 200 امرأة، سواء في عمليات التصنيف والتصنيع وصولا إلى مراحل الإنتاج والتصدير خارج البلاد.
وقد بين منن لودك، مالك مصنع، تصنيع البلاستيك: "نعمل هنا على تدوير المخلفات البلاستيكية ونصدر ذلك من إثيوبيا إلى عدد من الدول في أوروبا والخليج، ولدينا أنواعا من البلاستيك التي يتم تصنيعه فضلا عن صناعة المعدات المنزلية كالمقاعد وأدوات النظافة.. ونقوم بتصدير البلاستيك الخام بعد إعداده بطاقة تصل إلى 700 طن شهريا".
وبالرغم من الكميات التي تستهلكها أديس أبابا من منتجات المصنع، تستمر الحكومة في تشجيع هذه المشاريع لكونها توفر فرص عمل للسكان إضافة إلى كونها تمثل حلولا صديقة للبيئة للتخلص من النفايات بطريقة امنة.
فأطنان من مخلفات البلاستيك يتم جلبها إلى مكان لا يبعد سوى كيلو مترات عن مركز المدينة، لكن سرعان ما تتحول هذه المواد إلى منتج آخر في غضون فترة وجيزة، حيث لم يعد تدوير المخلفات أمرا صعبا إذا ما توفرت الخبرة ورأس المال.
أكثر دول مساهمة في المخلفات البلاستيكية
ذكر تقرير أن الولايات المتحدة أكبر مساهم في المخلفات البلاستيكية، وساهمت الولايات المتحدة بحوالي 42 مليون طن متري من المخلفات البلاستيكية عام 2016، أي أكثر من ضعف ما ساهمت فيه الصين ودول الاتحاد الأوروبي مجتمعة.
وفي المتوسط، ينتج كل أميركي 130 كيلوغراما من المخلفات البلاستيكية سنويا، فيما تأتي بريطانيا ثانية بمعدل 99 كيلوغراما للفرد سنويا، وكوريا الجنوبية ثالثة بمعدل 88 كيلوغراما للفرد في السنة
وقالت مارغريت سبرينغ، كبيرة مسؤولي العلوم في مونتيري باي أكواريوم التي ترأست لجنة الخبراء التي وضعت التقرير إن "نجاح اختراع البلاستيك في القرن العشرين أدى إلى حدوث طوفان عالمي من المخلفات البلاستيكية كما هو واضح في كل مكان ننظر إليه".
وأضافت أن المخلفات البلاستيكية العالمية تمثل "أزمة بيئية واجتماعية" أثرت على المجتمعات التي تعيش في الداخل وعلى السواحل وتلوثت الأنهار والبحيرات والشواطئ، وألقت أعباء اقتصادية على المجتمعات، وقد عرّضت الحياة البرية للخطر ولوّثت المياه التي يعتمد عليها البشر في الغذاء، حسبما نقلت "فرانس برس".
وأوضح التقرير أن إنتاج البلاستيك العالمي ارتفع من 20 مليون طن متري عام 1966 إلى 381 مليون طن متري في 2015، بزيادة مقدارها 20 ضعفا على مدى نصف قرن.
وقال التقرير إن ما يقدر بنحو بـ8 أطنان مترية من النفايات البلاستيكية تدخل العالم سنويا، وهو ما يعادل تفريغ شاحنة من النفايات البلاستيكية في المحيط كل دقيقة.
وقدّم التقرير عددا من الإجراءات لمعالجة الأزمة من بينها خفض إنتاج البلاستيك واستخدام مواد تتحلل بسرعة أكبر وإعادة تدويرها بسهولة والحد من بعض المواد البلاستيكية الأحادية الاستخدام وتحسين إدارة النفايات، مثل تقنيات إزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من مياه الصرف.