إن هاتفك اليوم يفعل كل شيء، ومن ضمن ذلك أنه يخبرك بالوقت ويوقظك من نومك العميق، وهذا في نظر كثيرين أمر رائع لأنه لا يضيع عليهم المواعيد، لكن لهذا الأمر جوانب سلبية وفقا لآخرين.
وذكرت الصحفية في شبكة "سي إن إن" الأميركية، جيسيكا بومبوس، أنها كانت تقضي ساعتين و56 دقيقة يوميا على الهاتف الذكي، قبل أن تجلب الساعة التناظرية، الآلة التقليدية التي كانت وسيلة التنبيه الخاصة بها قبل الهواتف الذكية.
ومن الأسباب التي دفعت جيسيكا إلى العودة إلى الساعة الكلاسيكية هو أنها مثلا بينما كانت تحاول النقر على "الغفوة" طمعا في مزيد من ساعات النوم، كانت تصطدم بالتنبيهات الكثيرة التي تتراكم على شاشة هاتفها، مثل دردشات الليلة الماضية مع الأصدقاء، و34 رسالة من تطبيق "واتساب"، وتنبيهات "إنستغرام"، وعشرات الرسائل في البريد الإلكتروني.
وهذا كله يملأ نفس الصحفية الأميركية بالقلق والتوتر، لذلك ترى أن الساعة التناظرية التقليدية تغنيها عن كل هذه الأجواء.
وقبل 10 سنوات، انضمت جيسيكا إلى كثير من البشر الذين تخلوا عن الساعة القديمة لصالح منبه هاتف آيفون، وذلك بعد حادث طريفة انفجرت فيه الساعة التناظرية في صندوق سيارة أجرة كانت تستقلها، مما أجبر السيارة حينها على التوقف.
وأثارت القصة ذهول آخرين كانوا في السيارة وسألوها إن كانت بالفعل تستخدم هذا المنبه، واعتبروا انها تشبه في قدمها آلة الفاكس، ونصحوها بمنبه آيفون.
وما كان حلا أصبح مشكلة، إذ انتهت رفاهية الاستيقاظ دون تنبيهات الهاتف، حيث أصبح الهاتف يجبرها على إلقاء نظرة عليها في منتصف الليل، مع كل ما يثير ذلك من توتر.
وترى الصحفية الأميركية أن الساعة التناظرية تؤدي وظيفتها بشكل جيد، فصوتها المتقطع يتمكن من إيقاظها، وبدون أي إزعاج في بداية يوم جديد.
وارتفع في السنوات الأخيرة حجم استخدام الهواتف الذكية، فمثلا وجد تقرير صدر عام 2018 أن الأميركيين يتصفحون هواتفهم الذكية 14 مليار مرة يوميا، مقارنة مع 9 مليارات مرة في 2016.
ولهذا الأمر تأثيرات سلبية، كما يقول الخبراء.
وتوضح مدربة الصحة النفسية، ليلي سيلفرتون، أن الوضع المثالي عندما يستيقظ الإنسان هو قضاء بعض الوقت مع ذهنه قبل أن يغرق في ضغوط أي شيء آخر.
وأضافت سيلفرتون أن البشر لم يكونوا معتادين على مسألة انتزاع انتباههم تاريخيا كما يحدث اليوم بفعل التكنولوجيا.