طور مهندسان مغربيان يدا صناعية يمكن للأشخاص مبتوري الأطراف استعمالها، وذلك عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتمكن الشابان من تحقيق حلم طارداه طوال سنوات الدراسة في الجامعة، وهو توظيف التكنولوجيا في مساعدة أصحاب الهمم.
وسخر أشرف بوعسرية المتخصص في الهندسة البيوطبية، وعبد الله زوال المهندس الكهربائي، كل طاقتهما للوصول إلى ابتكار يد ذكية بأدوات بسيطة قدر المستطاع، حتى يبقى سعرها في المتناول.
مساعدة المحتاجين
وقال بوعسرية إن صناعة الأيادي الاصطناعية باستعمال تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد ليست سابقة في حد ذاتها، لأن العلوم في الدول الأوروبية وأميركا طورت نماذج لأطراف ذكية لمساعدة ذوي الإعاقة منذ سنوات.
لكنه أضاف: "ما يميز مشروعنا هو أننا مزجنا بين الفعالية وتخفيض الكلفة، بمعنى أننا اشتغلنا بمواد بسيطة مثل البلاستيك الطبي الذي لا يضر البشرة، ومحركات صغيرة وقوية في الآن ذاته".
وأكد المتحدث في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن تطوير هذا المشروع يهدف بالأساس إلى توفير أطراف فائقة الحساسية بجودة عالية لأكبر عدد ممكن من المحتاجين.
وأوضح بوعسرية أن اليد الاصطناعية التي طورها بمساعدة زميله، تتضمن "مستشعرات حسية متطورة للغاية تتصل بالجلد وتتمكن من تفكيك التعليمات التي يرسلها الدماغ للعضو المبتور، فتعطي تعليمات فورية لمحركات دقيقة داخل العضو الاصطناعي لتحركه بخفة في أجزاء من الثانية".
وبحسب المهندس، فإن اليد تتحرك بالشكل المطلوب، ويمكن تحريك كل أصبع على حدة، كما يستطيع الشخص الذي يستعملها حمل الأشياء من دون صعوبة، وتنفيذ مهام اليد بطريقة شبه مثالية، كجر كرسي مثلا أو استعمال الهاتف".
تكلفة المشروع
وقال زوال إن "ما يميز هذا المشروع هو كونه محليا، وهو نتاج مجهود دام سنوات للمساهمة في تطور الطب في بلادنا".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "سيمكن في حال تبني المشروع وتصنيعه من إحدى الشركات، تعزيز الصناعة المغربية في هذا المجال، ومساعدة شريحة واسعة من المصابين الذين فقدوا أعضاءهم من جراء حوادث سير أو ولدوا من دونها".
ولفت المتحدث إلى أن تمويل المشروع العلمي كان فرديا وبإمكانات خاصة، إذ ادخر الشابان المنح واقترضا بعض المال من أهلهما من أجل شراء مستلزمات المشروع، التي تم استقدام معظمها من الصين إلى مدينة الدار البيضاء.
زوال أكد أن حلمه لا يمكن أن يرى النور إلا إذا دخل أحد المستثمرين على الخط لتبنيه وتسويقه، لأن إعداد نموذج يد اصطناعية ناجح ليس كافيا لإيصالها إلى الأسواق واستفادة أصحاب الهمم منها.
وفي المقابل، عبر عن فخره الكبير بنجاح تجارب العضو الاصطناعي، متذكرا أول مرة جرب أحد الشباب مبتوري اليد هذا الابتكار، عندما "ظهرت الدهشة على وجهه كأنه يملك فعلا يدا حقيقية" حسب تعبيره.
وأضاف زوال: "كانت فعلا لحظة مؤثرة جدا، لأننا رأينا أخيرا نتيجة جهودنا وأننا تمكنا من رسم البسمة على وجه شخص محتاج".