ربما تكون قد سمعت أكثر من مرة أحد الأشخاص يقول إنه لم يستسغ مذاق الطعام أثناء رحلة على متن الطائرة، وقد يؤدي هذا إلى انطباع أن شركة الطيران تقدم طعاما سيئا، لكن الحقائق العلمية تقول عكس ذلك؛ إذ تكمن المشكلة لديك أنت شخصيا.
ووفقا لدراسة سابقة نُشرت في دورية "Sage"، فإن حساسية التذوق الأساسية تقل مع زيادة الارتفاع، لذلك ليس بالضرورة أن يكون خطأ شركة الطيران أن لديهم طعاما سيئا، ولكن قد يكون ذلك بسبب أن براعم التذوق لديك وحاسة الشم تصبح أقل حساسية عندما تحلق في الهواء لارتفاع 30 ألف قدم.
كيف يحدث هذا؟
يمكن للإنسان تذوق 5 نكهات مختلفة، مثل الحلو والمالح والحامض والمر والأومامي (طعم لاذع لطيف) باستخدام براعم التذوق الموجودة في أفواهنا، هناك عدد قليل من العوامل التي تؤثر على كيفية إدراك براعم التذوق لمذاق الطعام.
بمجرد ركوب الطائرة، تتغير كل هذه العوامل مما يؤثر على قدرتك على تذوق الطعام؛ إذ تعمل مقصورة الطائرة على خفض مستوى الرطوبة إلى حوالي 12 بالمئة، وهو وضع يكون أكثر جفافا من معظم الصحاري، حتى داخل المقصورة المضغوطة، فهي تعادل الوقوف على قمة جبل على ارتفاع 2500 متر، وتقلبات الارتفاع تقلل الضغط داخل المقصورة، مقارنة بالوقوف على الأرض.
وبحسب الباحثين، يؤدي مزيج من الرطوبة المنخفضة والضغط المنخفض إلى جفاف الفم؛ بسبب انخفاض تدفق اللعاب، مما يقلل من حساسية براعم التذوق لديك بحوالي 30 بالمئة.
يلعب الأنف أيضا دورا مهما في تذوق الطعام؛ لأن الرائحة تلعب دورا كبيرا في تكوين نكهة الأطعمة، وتؤدي مستويات الرطوبة المنخفضة إلى جفاف أنفك، مما يؤدي إلى انخفاض قدرتك على شم الروائح.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الصوت المستمر للمحركات، الذي يزيد غالبا عن 85 ديسيبل، على عصب يسمى "عصب الحبل الطبلي" الذي يمتد من براعم التذوق لديك إلى منتصف أذنك، نتيجة لذلك، تقل حساسية براعم التذوق لديك، بسبب استجابة العصب للصوت.
وللتغلب على مشكلة الاستمتاع بمذاق الأطعمة على متن الطائرة، ينصح المتخصصون، بتناول الطعام في وقت مبكر من صعود الطائرة، قبل أن تتزايد نسبة الجفاف، إلى جانب محاولة استخدام سماعات تحجب الضوضاء.