"متحورات كورونا" أصبحت كابوسا يطارد الناس حول العالم، خاصة مع سلالتي "دلتا" و"مو"، اللتين يؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية أنهما أسرع انتشارا وأكثر خطرا من فيروس كورونا الأصلي.
وفي هذا الصدد، حث خبراء على عدم التخاذل في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وضرورة أخد التطعيمات الوقائية ضد الفيروس، مؤكدين أنه وإن كانت هذه اللقاحات لا تمنع الإصابة بالفيروس، فإنها تنهكه وتضعفه وتجعل الشفاء منه أمرا أكثر سهولة.
ويوضح استشاري الباطنة العامة والمستشار الإقليمي للتوعية الصحية في مصر، الدكتور وائل صفوت، أنه منذ ظهور فيروس كورونا المستجد وحتى اللحظة، حدث أكثر من 5 آلاف تحور للفيروس، إلا أن أشدها سلالتي "دلتا" و"مو".
متحورات تضعف الفيروس
وأضاف صفوت لموقع "سكاي نيوز عربية": "ظهور متحورات أمر طبيعي، فعند انتقال الفيروس من شخص إلى آخر أو جسم آخر فإنه يفقد بعض البروتينات، فيكتسب الفيروس صفات مختلفة، ومن ثم فإن هذه المتحورات قد تؤدي إلى تقوية الفيروس أو إضعافه".
واستطرد موضحا: "ليست كل المتحورات تشكل ضررا أو خطرا، بل على النقيض هناك متحورات تضعف الفيروس، وأشهر المتحورات دلتا ودلتا بلس، والمتحور الجديد مو الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، وتم اكتشافه منذ يناير في كولومبيا".
وأشار إلى أن هناك الكثير من الشواهد تؤكد أن متحور "مو" مقاوم للقاحات، إلا أن نسبة انتشاره بصفة عامة ضعيفة تصل إلى 1 بالمئة، بينما نسبة انتشاره في كولومبيا بلغت 30 بالمئة، معتبرا أن الأمر "يدعو للقلق".
وتابع: "لا توجد مشكلة من تأثير المتحورات المستحدثة على اللقاحات، فاللقاحات تكون أجساما مضادة ضد 60 أو 70 بالمئة من هيكل وجسم الفيروس، إلا أن الخطورة في الوصول إلى طفرة كاملة، فهذا يعني ظهور فيروس جديد ببروتينات ثانية، لكن بصفة عامة المتحورات تستجيب بشكل قوي وفعال للقاحات".
معدلات وفاة أقل
وعن احتمالات حدوث حالات وفاة لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، قال صفوت: "الأمر ممكن لكن بنسب منخفضة، فالمتحورات التي حدثت ومنها متحور دلتا، أقل إحداثا للضرر ونقص الأوكسيجين، ومن الممكن أن يكون هذا نتيجة اكتساب الأفراد مناعة جيدة، بسبب الإصابات المتكررة بالفيروس، حيث يكتسب الشخص أجساما مضادة له، بالإضافة إلى زيادة الإجراءات الاحترازية.. وكل هذا أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة حتى بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة".
وطالب صفوت بضرورة أخذ اللقاحات والاستمرار في الإجراءات الاحترازية والوقائية، والبعد عن مصادر التلوث والعدوى، مع الاهتمام بالتغذية الصحية من أجل رفع المناعة وتعزيز قدرة الجسم على مواجهة الفيروس بكل متحوراته.
اللقاحات.. حماية نسبية
في السياق ذاته، أوضح استشاري الأمراض الصدرية ومدير مستشفى صدر العباسية الأسبق، الدكتور محمود عبد المجيد، أن جميع اللقاحات لا تمنع الإصابة بفيروس كورونا وأيضا المتحورات.
وأكد أن اللقاحات تقوم بحماية الفرد من خطورة الإصابة بفيروس كورونا الحاد، وتسهل مهمة العلاج في المنزل وعدم الاضطرار إلى دخول المستشفى، وهذا أمر مهم للغاية.
وتابع في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": "الوقاية دوما خير من العلاج، فمن المهم جدا أن يحافظ الإنسان على نفسه من كل مصادر العدوى، وألا يتخاذل في الإجراءات الاحترازية، والبعد عن الزحام والأماكن سيئة التهوية".
وأضاف: "من المهم أيضا الحصول على التطعيم المتوفر ضد الفيروس، فهو وإن كان لا يحمي بنسبة 100 بالمئة من الفيروس، فإنه يضعفه ويجعل الشفاء منه أمرا يسيرا مقارنة بمن لم يأخذوا اللقاح".