كان المقعد الأوسط في الطائرات عنوانا بارزا العام الماضي، عندما بدأت شركات الطيران في استئناف الرحلات الجوية، إثر توقفها بسبب جائحة كورونا.
وبرزت توصيات عديدة تشدد على ضرورة ترك مقعد فارغ في الوسط، داخل الطائرات لتقليل الإصابات، لكن شركات عديدة لم تلتزم بهذا القرار، ومن بينها أميركية.
وتراجع شأن المقاعد الوسطى مع اعتماد شركات الطيران فحوص "بي سي آر"، من أجل استغلال هذه المقاعد.
وخلصت دراسة جديدة إلى أن المقعد الأوسط في حال كان فارغا يقلل من خطر تفشي الوباء على متن الطائرة، حتى في حالة عدم ارتداء الأقنعة الطبية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال الباحثون في الدراسة إن هذه الخطوة تقلل احتمال تعرض الراكب للفيروس الطافي في الهواء بنسبة تتراوح بين 23- 57 في المئة.
واستندت الدراسة إلى تجربة محاكاة لمعرفة كيفية انتشار جزئيات الوباء في الطائرة.
وقال المهندس الميكانيكي في جامعة كنساس الأميركية والمؤلف الرئيسي في الدراسة، بايرون جونز، إن أخذ مسافة أفضل لتفادي التعرض لجزيئات الفيروس، وهذا صحيح في الطائرات ودور السينما.
وبدوره، قال خبير التنفس في كلية هارفرد للصحة العامة، جوزيف ألين، إنه من المهم أن نعرف كيف تنتقل الجزئيات العالقة في الهواء.
وأضاف أنه فوجئ برؤية مثل هكذا نتائج تظهر الآن، مما يعني أن المقاعد الوسطى يجب أن تظل فارغة للحد من مخاطر تفشي كورونا.
ولفت إلى أن هناك ملاحظة على الدراسة، وهي أنها لم تشمل الكمامات، وهي الوسيلة الأكثر فعالية لتقليل الهباء الجوي.
وعلى الرغم من أن العلماء وثقوا عدة حالات لانتقال فيروس كورونا على الطائرات، إلا أن كبائن الطائرات تعتبر بصورة عامة بيئات منخفضة الخطورة لأنها تتميز بتنقية الهواء.
ونشرت الدراسة الحديثة في دورية أسبوعية تعنى بالأوبئة وتصدرها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
واستندت الدراسة إلى بيانات جمعتها جامعة ولاية كانساس في عام 2017، أي قبل تفشي وباء كورونا.
وفي الدراسة، رش باحثون فيروسات غير ضارة من خلال حجرتين وهميتين مختلفتين للطائرات، ثم راقب الباحثون كيفية انتشار الفيروس في كل مقصورة.
وفي الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون في جامعة كانساس ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها هذه البيانات في النمذجة لمعرفة كيفية تعرض الركاب للفيروس، في حال ظل المقعد المتوسط فارغا.
وخلصوا إلى أن إبقاء المقاعد الوسطى شاغرة أفضى إلى تقليل إجمالي عدد ركاب المعرضين الذين تم اختبارهم في المحاكاة بنسبة 23 إلى 57 بالمائة، مقارنة برحلة مشغولة بالكامل.