كشف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر، كيريل ديمترييف، الثلاثاء ،أن اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا المستجد، يختلف عن غيره من اللقاحات التي يتم تطريها، لأنه مستند إلى ناقلات فيروسات غُدانية بشرية، مما يجعله أكثر أمانا.
وقال كيريل ديمترييف في لقاء خاص مع "سكاي نيوز عربية": "ما هو مهم بشأن ناقلات الفيروسات الغدانية البشرية هذه، هو أنها تأتي من فيروس بشري نموذجي وتمت دراستها منذ عقود، وهي مختلفة جدا عن تقنيات mRNA أو ناقلات الفيروسات الغُدّانية لدى القرود، التي لم تتم دراستها بشكل مكثف".
وأضاف "إذا ناقلات الفيروسات الغُدّانِية البشرية تمت دراستها منذ عقود وعلى أساسها طورت روسيا لقاحا ضد إيبولا منذ 6 أعوام، وعملنا على تطوير لقاح ضد فيروس ميرس MERS منذ عامين. استخدمنا إذًا منصات موافق عليها بالفعل في روسيا وتم إثبات سلامتها واستخدمناها ضد كورونا".
وأوضح الرئيس التنفيذي لـصندوق الاستثمار الروسي المباشر، أنه تم استخدام فيروس إنفلونزا نموذجي يسمى الفيروس الغداني، لديه جزء من بروتين "سبايك" الذي يغلف فيروس كورونا.
واستطرد موضحا أن اللقاح الروسي الذي تم تطويره، لا يحمل فيروس كورونا نفسه بل جزءا من بروتين سبايك، قائلا: "نحن نعطي اللقاح بجرعتين من أجل تعزيز المناعة. الجرعة الثانية تعزز المناعة بنحو 6 مرات أكثر، مقارنة بالجرعة الأولى".
وتابع: "على سبيل المثال، إذا سافر شخص في السبعين من عمره من روسيا إلى الإمارات، وكان مستوى الأجسام المضادة لديه يبلغ 10، فإن هذا المستوى يعد مرتفعا، لأنه إذا كان الشخص يتمتع بأي مستوى يفوق 1 من الأجسام المضادة، فهذا يعني أن لديه مناعة ضد كورونا. ومن هو مريض يبلغ مستوى جلوبيولين المناعي IgG لديه نحو 6، بالتالي ثمة استجابة مناعية جيدة جدا لمن تلقوا اللقاح، مما يعني أن هؤلاء يتمتعون بالحماية".
وأشار ديمترييف إلى أن هذه المناعة ستدوم، "لأن اللقاح فيه نسبة عالية من الأجسام المضادة، كما أنه يفرز ما يسمى بمناعة الخلايا، التي عادة تدوم طويلا".
يذكر أنه تبدأ في دولة الإمارات، المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على اللقاح الروسي، الذي طوره معهد غاماليا الفيدرالي لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة التابع لوزارة الصحة الروسية.
وستتولى دائرة الصحة - أبوظبي إجراء التجارب تحت إشراف وزارة الصحّة ووقاية المجتمع، وستقوم شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" بتطبيق كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها.
وتشكل التجارب السريرية في دولة الإمارات جزءا من التجارب المستمرة التي يجري تنفيذها حالياً في روسيا ودول أخرى في العالم.
وفيما يتعلق بالأعراض الجانبية الخاصة باللقاح، أوضح المسؤول الروسي أن أكثر من 12 ألف شخص في روسيا تلقوا اللقاح، وأنه يتم تسجيل تجارب لـ40 ألف شخص، وحتى الآن لم تسجل أي أعراض جانبية شديدة.
وقال: "نحو 10 بالمئة، ممن تلقوا اللقاح أصيبوا بارتفاع طفيف للحرارة، وهو أمر طبيعي ويفسر بأن جهازهم المناعي بدأ يعمل. وما شهدناه هو أنه ما من أعراض جانبية شديدة لدى من تلقوا اللقاح، بل تكونت لديهم نسبة عالية من الأجسام المضادة، مما يفسر بأن اللقاح مستند إلى فيروس بشري شائع، وقد عدلناه بطريقة تمنع تكاثره".
ونوه إلى أن الأمر "أشبه بالإصابة ببرد طفيف لمدة نصف يوم"، مما يسمح بمنح بروتين سبايك الخاص بفيروس كورونا وبالتالي بناء مناعة طويلة الأمد.
ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين اللقاح الروسي واللقاحات التي يتم تطويرها في أميركا والصين وبريطانيا، رد ديمترييف: "اللقاح آمن للغاية وقد تلقيناه أنا وزوجتي ووالداي. من المهم أن نذكر أن هذا اللقاح مستند إلى فيروس غداني بشري آمن وهو مختلف عن منصات الفيروسات الغدانية للقرود وعن mRNA التي تعد تقنية جديدة. وهذه التقنيات الجديدة لم يوافق عليها من قبل للقاحات، وهي بدأت تظهر مؤخرا".
وأضاف: "أما نحن فاعتمدنا تقنية آمنة وبشرية، حتى أنه يمكننا القول بأن هذا اللقاح عضوي، لذا تمكنا من الحصول على موافقة عليه. تمت الموافقة أولا للموظفين الأكثر عرضة للفيروس، الذين يحتاجون لحماية أنفسهم لأنهم يعملون في أماكن تفشي الفيروس".
واعتبر ديمترييف أن روسيا "اتخذت قرارا صائبا بالموافقة على هذا اللقاح، ومنذ ذلك الحين كان في الصين والإمارات موافقة على الاستخدام الطارئ للقاح، كذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا التي أكدت موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح. نحن نرى أن لدينا لقاح جيد وجهة منظمة جيدة، وقد اتخذت القرار الصائب بالسماح باستخدام منصة آمنة لحماية شعبنا".
ولدى سؤاله عن السعر الذي سيطرح به اللقاح، قال ديمترييف إن اللقاح الروسي "سيكون أقل كلفة من بعض اللقاحات المستندة إلى تقنية mRNA، وبعض اللقاحات الأخرى المستندة إلى فيروسات تم تعطيلها"، مضيفا: "نرى أننا سنوفر اللقاح بكلفة معقولة".
واستطرد: "ما زلنا نحتسب هذه الكلفة لأننا لا نزال نحاول زيادة الإنتاج قدر الإمكان. وافقنا على إنتاج لقاحنا في الهند والبرازيل والصين وكوريا وعدد من الدول الأخرى. إذا سيتم توفيره بكلفة معقولة.. بصراحة إذا قارنا كلفة القاح بكلفة الفحوص المتكررة، نجد أن اللقاح يشكل حلا فعالا للغاية، وأرى أن منطقة الشرق الأوسط ستكون مهتمة باستخدام اللقاح، ولدينا اليوم طلبات من عدة دول".
وفي الوقت نفسه، أشار الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر إلى أن "العائق الأبرز" هو كمية اللقاحات الذي يمكن إنتاجها في وقت قصير، نظرا للوقت الذي يحتاجه هذا الإنتاج.
وعن الموعد الذي سيكون فيه اللقاح الروسي جاهزا مع الموافقات المطلوبة، قال ديمترييف: "نرى أنه سيكون لدينا إنتاجا كبيرا للقاح في نوفمبر وديسمبر، وسنعمل بشكل وثيق مع عدة جهات منظمة للحصول على الموافقات اللازمة".
وأوضح أن هذه الموافقة "ستستند إلى بيانات في الإمارات، وكذلك البيانات الروسية، وتحديدا الـ40 ألف شخص الذين سيتلقون اللقاح، إضافة إلى التجارب السريرية التي ستجرى في الهند وسواها من الدول".
وأضاف "سيكون لدينا إحدى أضخم التجارب السريرية في العالم بمشاركة أكثر من 45 ألف مريض ستتوفر عنهم البينات. بالتالي قد نحصل على الموافقات من بعض الجهات المنظمة في نوفمبر ومن بعضها الآخر في ديسمبر، وسنوفر بيانات من دول مختلفة للاطلاع على فعالية لقاحنا وسلامته".