أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، ما وصفتها بـ"أنباء طيبة"، بعد اتفاقها مع شركاء بارزين على خطة لتوفير 120 مليون فحص للتشخيص السريع لفيروس كورونا، لمساعدة الدول محدودة ومتوسطة الدخل على سد فجوة الفحص بينها وبين الدول الأغنى، رغم أن الخطة ليست ممولة بالكامل بعد.
وتعتمد فحوص التشخيص السريع، التي تكلف 5 دولارات للفحص الواحد، على مثيرات الاستجابة المناعية، وقد سمحت بها منظمة الصحة العالمية للاستخدام في حالات الطوارئ الأسبوع الماضي.
ويتطلب برنامج نشرها مبدئيا 600 مليون دولار ويبدأ من الشهر المقبل للوصول بشكل أفضل لمناطق يصعب الوصول فيها لفحوص "بي سي آر" التي عادة ما تستخدم في الدول الأغنى.
وتبحث الفحوص السريعة عن مثيرات الاستجابة المناعية أو البروتينات الموجودة على سطح الفيروس. وينظر إليها عموما على أنها أقل دقة، لكنها أسرع بكثير، من فحوص الأحماض الأمينية، مثل "بي سي آر"، وتتطلب تلك الفحوص الأخيرة معالجة بمعدات مختبرية ومواد كيميائية متخصصة، عادة ما يستغرق الوصول لنتائج عدة أيام.
وكان الأدميرال بريت غيروار مساعد وزير الصحة الأميركي، أوضح أمام الرئيس دونالد ترامب والصحفيين، كيفية استخدام الاختبار السريع، وذلك في مؤتمر صحفي عقد بحديقة البيت الأبيض.
وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالبرنامج باعتباره "أنباء طيبة" في المعركة ضد كوفيد-19، وفق ما نقلت "أسوشيتد برس".
وقال "هذه الفحوص تقدم نتائج يعتمد عليها خلال 15 إلى 30 دقيقة تقريبا، بدلا من ساعات أو أيام، وبأسعار أقل ومعدات أقل تعقيدا. هذا سيمكن من التوسع في الفحص، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، التي لا تتمتع بمختبرات ملائمة وليس بها ما يكفي من العاملين بالصحة المدربين للقيام بفحوص بي سي آر."
وأضاف دون توضيح "لدينا اتفاق، لدينا بذرة تمويل والآن نحتاج لتمويل كامل لشراء هذه الفحوص".
من جانبها، قالت د. كاثرينا بويم، المدير التنفيذي لمنظمة غير ربحية تدعى مؤسسة التشخيص الجديد المبتكر، إن النشر سيكون في 20 دولة في أفريقيا، وسيعتمد على دعم مجموعات من بينها مبادرة كلينتون للصحة. وأضافت أن فحوص التشخيص ستقدم من خلال شركتي "بيوسينسور" و"آبوت".
وقال بيتر ساندس، المدير التنفيذي لغلوبال فاند، وهي شراكة تعمل على إنهاء الأوبئة، إن ذلك سيقدم مليون دولار أولية من آلية الاستجابة لكوفيد-19 التي وضعتها الشركة.
وأضاف أن نشر فحوص التشخيص السريعة سيكون "خطوة مهمة" للمساعدة في احتواء ومكافحة الفيروس.
وواجهت العديد من الدول الغنية أيضا مشكلات في نشر فحوص دقيقة، كما أن الفحص نفسه ليس سهلا، فدول مثل فرنسا والولايات المتحدة واجهت تكدسا كبيرا ومشكلات عدة في الفحوص، وتبين أن الفحوص السريعة في بريطانيا وإسبانيا لم تكن دقيقة.
لكن نشر الفحوص السريعة في الدول الأفقر يهدف لمساعدة الفرق الطبية في معرفة أين ينتشر الفيروس، على أمل المتابعة بالاحتواء واتخاذ إجراءات أخرى للسيطرة عليه.
وقال ساندس إن الدول مرتفعة الدخول حاليا تجري 292 فحصا يوميا لكل 100 ألف شخص، بينما تجري الدول منخفضة الدخل 14 فحصا يوميا لكل 100 ألف.
وتابع أن 120 مليون فحص سيمثل "زيادة هائلة" في قدرة الفحص، لكنه مازال يمثل نسبة ضئيلة من المطلوب في تلك الدول.