يوما بعد يوم، تزداد الأدلة التي تشير إلى أن الأطفال "غير محصنين" ضد المضاعفات الناتجة من فيروس كورونا الجديد، حيث بدأ الأطباء بالانتباه لمرض غامض يصيب الأطفال، كنوع من المضاعفات لإصابتهم بكورونا.
وأعلن حاكم ولاية نيويورك، الجمعة، وفاة طفل في الخامسة من العمر، جراء مرض التهابات عوارضه قريبة من "مرض كاواساكي" المرتبط على الأرجح بكوفيد-19.
وبات هناك حاليا 73 حالة تسجل عوارض مماثلة، أحصيت لدى أطفال في هذه الولاية، حيث يسجل الوباء تراجعا.
ومنذ أسبوعين، أبلغت عدة دول عن عوارض قريبة من مرض كاواساكي النادر، وبينما العلاقة مع كوفيد-19 لم تثبت رسميا حتى لآن، لكن العلماء يعتبرون ذلك مرجحا.
وتم تحديد الأطفال الذين يعانون من "مضاعفات نادرة"، قد تكون خطيرة ويعتقد أنها مرتبطة بفيروس كورونا، في 7 ولايات على الأقل، بالإضافة لمنطقة واشنطن العاصمة.
ويقول الأطباء أن الزيادة لا تشير بالضرورة إلى أن عدد هذه الحالات قد ازداد، لكنها من المحتمل أن تكون نتيجة زيادة الوعي بالمشكلة، التي أطلق عليها اسم "متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال" هذا الأسبوع.
وقالت محطة "إن بي سي" إنها رصدت 85 حالة إصابة بمتلازمة الالتهابات على الأقل بين الأطفال في الولايات المتحدة، معظمها في ولاية نيويورك.
وأبلغ مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن العاصمة أيضا عن وجود مرضى، بالإضافة إلى 15 طفلا آخرين في العناية المركزة، بسبب متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال.
وقال مايكل بيل، رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الوطني للأطفال: "يعاني الأطفال من نوع من الالتهاب الحاد.. أعتقد أنها مضاعفات لمرض جديد يتطور، نحن نتعلم المزيد والمزيد عن هذه المتلازمة وعواقبها"، وفقا لموقع "توداي".
ويبدو أن المتلازمة التي تم تحديدها حديثًا ناتجة عن فرط نشاط جهاز المناعة لدى الطفل بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19.
ومع ذلك، لا يزال من السابق لأوانه ربط جميع الحالات بفيروس كورونا.
وقال الدكتور أودري جون، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا: "ما زلنا جميعا ننتظر الدليل القاطع للتأكد من أنها مرتبطة بكوفيد-19".
وتشابه أعراض "متلازمة الالتهابات المتعددة في الأطفال" أمراض التهابية أخرى، مثل مرض كاواساكي.
ويمكن أن تؤدي المتلازمة بالأطفال للإصابة بحمى عالية، وإسهال شديد، وطفح جلدي، وفي الغالب عيون حمراء أو التهاب الملتحمة. وقال جون "الميزة الأكثر إثارة للقلق هي أن لديهم مشاكل في وظائف القلب".
وقال جون: "القلب لا يضخ الدم كما ينبغي، لذلك يحتاجون إلى أدوية للمساعدة في رفع ضغط الدم لديهم".
وعادة ما يتم علاج الأطفال المصابين بهذه الحالة بالغلوبيولين المناعي الوريدي، وهو حقن بلازما غنية بالأجسام المضادة، تم استخدامها لعلاج مرض كاواساكي لعقود.
ويقول الأطباء أن المرضى الصغار سيحتاجون إلى المتابعة عن كثب في السنوات القادمة لمراقبة المزيد من مشاكل القلب.