يواصل فيروس كوورنا المستجد (كوفيد 19)، إصابة المزيد من الأشخاص حول العالم، وتجاوز عدد الحالات المؤكدة، يوم الخميس، مليونا ونصف المليون، وسط جهود علمية حثيثة من أجل تطوير لقاح يطوق الوباء.
وبحلول الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت غرينتش، يوم الخميس، كان المصابون بفيروس كورونا قد وصلوا إلى مليون و523 ألفا، فيما يرجحُ الخبراء أن يتواصل منحى الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
لكن هؤلاء المصابين الذين انتقلت إليهم العدوى، ليسوا جميعا بالمرضى، في الوقت الحالي، لأنهم ينقسمون إلى فئتين اثنتين؛ وأولاهما فئة "الحالات النشطة" ويُقصد بها من يحملون الفيروس في أجسامهم حتى اليوم ويخضعون للعلاج أو يقبعون تحت الحجر الصحي فقط لأنهم لا يعانون أعراضا من قبيل الحمى والسعال وضيق التنفس.
ويصل عدد الحالات النشطة حول العالم، في يومنا هذا إلى مليون و102 آلاف، وتوضح البيانات الصحية أن 96 في المئة منهم يعانون أعراضا خفيفة فقط، بينما تدهورت حالة الـ4 في المئة المتبقين إلى وضع خطير أو حرج.
أما الفئة الثانية من الإصابات فتعرفُ بـ"الإصابات التي جرى إغلاقها"، أي التي تم الحسمُ في أمرها، سواءً بتعافي المصاب أو بوفاته، ويقدرُ عدد هذه الشريحة بـ421 ألفا و756.
وتشيرُ الأرقام إلى 79 في المئة ممن أنهوا رحلتهم مع كورونا، تماثلوا للشفاء، وهو معدل مرتفع، لكن 21 في المئة من هذه الفئة؛ أي من أنهوا "رحلة كورونا" لقوا حتفهم من جراء المرض.
وتم تسجيل فيروس كورونا في أغلب دول العالم، لكن حدة الوباء تتفاوت بين البلد والآخر، ويخشى الخبراء أن يؤدي الوباء إلى وضع كارثي في الدول الفقيرة التي لا تتوفر بها الإمكانيات الضرورية للتعامل مع أعداد هائلة من المرضى.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد المصابين بفيروس كورونا والوفيات الناجمة عنه، إذ أصيب أكثر من 435 ألفا في الولايات المتحدة، بينما توفي أكثر من 14 ألفا بسبب المرض.
وإلى جانب الولايات المتحدة التي تواجهُ وضعا استثنائيا، تأتي بلدانٌ أوروبية في المراتب الأربعة الموالية وهي إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، ثم تحلُ الصين في المركز السادس من حيث عدد المصابين.
ورغم الوضع القاتم في العالم من جراء الوباء، تلوح بواعث أمل في الأفق، بعدما أعلنت مدينة ووهان الصينية، وهي بؤرة تفشي المرض، عن رفع الحجر الصحي، وعودة الحياة إلى الشارع بعد أسابيع من الحجر.
واتخذت المدينة الصينية قرار رفع الحجر، إثر عدم تسجيل أي حالة وفاة من جراء الفيروس في كافة الأراضي الصينية، حتى وإن كان الحذر مستمرا بشأن حالات الإصابات الوافدة من الخارج صوب البلد الآسيوي.
في غضون ذلك، تعكف مؤسسات علمية حول العالم على تطوير لقاح للوقاية من الفيروس، وتم البدء في تجارب بشرية في عدد من الدول، لكن الموافقة على أي لقاح تستوجب مدة تتراوحُ بين عام و18 شهرا للتأكد من عدم تسببه بأي مضاعفات جانبية.
موازاة مع ذلك، يراهنُ الطب على تقنية العلاج بمادة البلازما المستخرجة من دم الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء، وفي حالات أخرى، يتم الاعتماد على أدوية أمراض خطيرة مثل الملاريا.
وفي انتظار التوصل إلى لقاح واق، تحرص الحكومات على فرض إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، ويضطر اليوم ما يقارب ثلاثة مليارات من البشر إلى الحد من تنقلاتهم لأجل كبح الوباء.