أحدث فيروس كورونا (كوفيد 19) هلعا واسعا حول العالم، وسط شائعات غير دقيقة حول سبل الوقاية من العدوى التي أدت لوفاة الآلاف حتى اللحظة.
وينبه خبراء الصحة، إلى عدم جدوى كثير من الإجراءات التي يلجأ إليها الناس مثل ارتداء الكمامات، أو تناول بعض الأطعمة والنباتات كالزنجبيل والثوم.
وقال استشاري الأمراض المعدية، جهاد صالح عبد الله، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، إن ارتداء الكمامة لا يجدي نفعا، لأن الفيروس ينتقل فقط عبر الرذاذ التنفسي.
وأضاف أنه في حال كان ثمة شخص مريض فعطس أو سعل أو تحدث بصوت عال، فإن الرذاذ المتطاير منه ينتشر لمسافة متر واحد فقط.
وفضلا عن ذلك، ينتشر هذا الفيروس إذا وقع على أنف أو عين أو فم شخص مريض، أو في حال وقع على سطح معين ثم جرت ملامسته من قبل شخص سليم.
أما في حال كان الشخص المريض على بعد متر، فإن الشخص المعافى لا يستفيد شيئا من ارتداء الكمامة، ولذلك يوصي الخبراء بأن يكون ارتداء الكمامة حكرا على من يتعاملون مع المرضى أو يتولون رعايتهم، هذا دون الحديث عن تلوث الكمامة بعد فترة قصيرة من ارتدائها.
وأكد عبد الله أن فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 120 ألف شخص في العالم حتى الآن لا يطير في الجو، لا يمكن أن ينتقل إلى الشخص المعافى، إذا عطس المريض على بعد متر.
وأشار إلى أن أغلب من يتأثرون بالمرض يكونون من كبار السن، أي ممن تجاوزوا السبعين والثمانين من العمر، ولذلك، فإن 80 في المئة من الإصابات تكون خفيفة ولا تستدعي الوضع تحت العناية المركزة.
وأضاف أن أغلب الحاملين للفيروس يبقون في حالة عزل، حتى لا ينقلوا العدوى إلى غيرهم، وحين يصبح الجسم خاليا من الفيروس، يغادرون المنشآت الصحية.
وأورد أن الأطفال الصغار أو من تقل أعمارهم عن 18 سنة، أظهروا مناعة لافتة ضد مرض، ولم تبد عليهم سوى أعراض خفيفة جدا، لكن تم إغلاق المدارس بسبب اكتظاظها واحتمال نقل العدوى فيها بشكل كبير.
وفيما يوصي البعض بتناول أطعمة يقال إنها تعزز مناعة الجسم، أوضح استشاري الأمراض المعدية أن هذا الأمر مفيدٌ صحيا، لكنه لا يوجد أي أساس علمي يرجح مساهمة أغذية مثل الثوم أو غيره في الوقاية من فيروس كورونا.
وفي ظل توقعات غير دقيقة بأن ينحسر الفيروس مع اقتراب الصيف وارتفاع درجة الحرارة، قال عبد الله إن "كورونا" ما يزال جديدا "ولا نعرف عنه الشيء الكثير، وبالتالي، فإن كثيرا مما يتداول عنه يبقى ضمن دائرة التكهنات فقط".