يثير فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي أودى بحياة الآلاف، قلقا عالميا، لكن من يشتغلون في بعض المهن، يبدون هلعا أكبر، نظرا إلى تعرضهم بشكل أكبر لاحتمال العدوى.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن الأشخاص الذين يزاولون مهنا يتفاعلون فيها مع الزبائن، معرضون بشكل أكبر للإصابة، مقارنة بمن يعملون في المكاتب ولا يتعاملون مع عدد كبير من الناس.
وأورد المصدر أن من يعملون في مهنة التوصيل (الدليفري) يبدون خشية من الفيروس، وهذه المخاوف تسري أيضا وسط سائقي سيارات الأجرة الذين ينقلون زبائنهم من المطارات صوب وجهات الإقامة في الفنادق.
وفي ولاية كاليفورنيا، يقول سائق سيارة، إيدان إيلفا، إن السلطات لم تبادر إلى توعية السائقين، رغم حاجتهم إلى التوعية بشأن ما ينبغي القيام به.
ويحرص سائقون على غسل سياراتهم بعنائية فائقة، بعد القيام بكل رحلة، لكن هذه الخطوة لا تبدد مخاوفهم بشكل كبير.
في غضون ذلك، أرسلت شركة "أوبر" رسالة إلى السائقين، ونصحتهم باتخاذ عدد من الإجراءات لتفادي الإصابة بفيروس كورونا الذي أصاب بعشرات الآلاف من الأشخاص حتى الآن.
وحثت "أوبر" سائقيها على البقاء في البيت في حال شعروا بأعراض الإنفلونزا، ونصحتهم بالمواظبة على غسل اليدين، وتعقيم الأسطح التي تمت ملامستها في السيارة.
وفي الصين، حظي عمال التوصيل بإشادة كبيرة، نظرا إلى مساعدتهم على نقل الطعام إلى أشخاص يقعون تحت الحجز الصحي، لكن السلطات حثت على تسليم الطلبيات من دون أي ملامسة.
وأوردت "بلومبرغ نيوز" أن بعض سائقي سيارات الأجرة صاروا يرفضون نقل رحلات من مطارات يقصدها الآسيويون بشكل كبير، تفاديا لأن يصابوا بفيروس كورونا.
وفي الوقت نفسه، يجازف سائقو سيارات الأجرة بخسارة أجورهم، حينما يحجمون عن بعض الرحلات حتى يحموا أنفسهم من الفيروس الآخذ في التفشي.
وأوردت الصحيفة الأميركية، أن عمال التوصيل يضطرون للذهاب إلى العمل حتى وإن كانوا مرضى في بعض الأحيان، وهذا الأمر ينذر بنقلهم العدوى إلى أشخاص آخرين.
وتشير بيانات مكتب إحصاءات العمال في الولايات المتحدة، إلى أن 46 في المئة فقط من عمال التوصيل قدموا إجازات مرضية في سنة 2017، بينما وصلت هذه النسبة إلى 93 في المئة وسط موظفي قطاع الأعمال والمال والتسيير.