رجح عدد من العلماء أن يكون الخفاش مسؤولا عن انتشار فيروس "كورونا" الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص، لكن سوقا إندونيسيا ما زال يعرض لحوم الحيوان الثديي للبيع رغم تحذير السلطات المحلية.
فالباعة في سوق اللحوم الغريبة بجزيرة سالاويسي، يعرضون الخفاش، في محاولة لجذب الزبائن الباحثين عن تجارب فريدة في الطعام.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن باعة سوق "توموهون" يؤكدون إقبال الزبائن على لحوم الطائر رغم الشبهات التي أحاطت به خلال الفترة الأخيرة.
وأصدرت الحكومة المحلية في المنطقة أمرا بالتوقف عن بيع الخفاش وحيوانات أخرى بسبب انتشار فيروس "كورونا"، لكن الباعة تجاهلوا الطلب.
ويرجح العلماء أن يكون فيروس "كورونا" قد ظهر في سوق لبيع الحيوانات في مدينة ووهان الصينية، كما أنهم يشكون في أن يكون مرتبطا بالخفاش تحديدا.
وفي المنطقة الشمالية من جزيرة سالاويسي، اعتادت قبائل "ميناهاسان" على تناول الخفاش في وجبة يطلق عليها اسم "بانيكي" شبيهة بصلصة "الكاري".
ويتم تحضير هذه الوجبة الغريبة بكافة أجزاء الخفاش، حيث يتم طهي الرأس والجناحين، رغم أن الأمر قد يبدو مقززا لكثيرين، ويجري التخلص من الغدد فقط لتفادي الرائحة الكريهة.
ويتم وضع الحيوان في ماء ساخن لسلخه، ثم يتم تقطيعه وطهيه مع الأعشاب وحليب جوز الهند.
وكان الطائر قد تسبب قبل سنوات بانتشار فيروسات مثل "سارس" و"ميرس" و"إيبولا" و"داء الكلب"، وذلك لأن الخفاش يستطيع أن يحمل فيروسات مختلفة دون أن يمرض.
وبفضل المقاومة إزاء الفيروسات، يتفوق الخفاش مناعيا على باقي الكائنات الثديية، كما أنه يقتات على أطنان من الحشرات الحاملة للطفيليات.
ونتيجة لهذا الافتراس، يساهم طائر الخفاش في تلقيح كثير من الثمار مثل الموز والأفوكادو والمانغو.
ورغم هذه المنافع الزراعية، يشكّل الخفاش خطرا كبيرا على الإنسان، نظرا إلى قدرته على التعايش مع الفيروسات، لا سيما في حالة الإقدام على أكله أو المتاجرة فيه داخل الأسواق.
وحاول العلماء طيلة سنوات أن يكتشفوا كيف يستطيع الخفاش أن يتعايش مع عدد هائل من الفيروسات، ووجدوا أن الجهاز المناعي للطائر تأقلم بشكل تدريجي مع الكائنات الضارة.
وفي سنة 2018، كشفت مقالة علمية منشورة بمجلة "سيل هوست آند ميكروب"، أن الخفاش يقاوم الفيروسات بفضل خاصية فريدة في حمضه النووي.