حذرت الأمم المتحدة من أن اتساع رقعة أسراب الجراد في منطقة غرب إفريقيا، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث تتلف الحشرات الضارة مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل.
وبحسب المنظمة الدولية، فإن الأمطار التي يرتقب هطولها خلال الأسابيع المقبلة ستساعد الحشرات على مواصلة النمو واكتساح المزيد من المناطق الزراعية، وفقا لتصريحات نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ورجح خبراء الأمم المتحدة أن يزيد حجم أسراب الجراد في البلدان الإفريقية بما يقارب 500 ضعف، وهو رقم ينذر المزارعين بأيام عجاف.
وإلى هذه اللحظة، التهمت أسراب الجراد محاصيل مهمة في كل من إثيوبيا والصومال وكينيا، كما شوهدت أيضا وهي تعبر صوب الحدود الشمالية لأوغندا، بينما يتوقع أن تصل إلى دولة جنوب السودان في أي لحظة.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو)، أعداد الجراد بما يقارب 360 مليار، وهو ما يضع القارة الإفريقية أمام أسوأ موجة جراد من سنة 1989.
وكانت الصومال قد أعلنت حالة طوارئ في وقت سابق، إزاء تقدم أسراب الحشرات، فيما تواكب دول أخرى مثل جيبوتي وإريتريا تحرك الجراد.
ويستبعد الخبراء أن تخف حدة هذه الكارثة عما قريب، محذرين من موجات أخرى ستأتي على المحاصيل الزراعية في أبريل المقبل.
وقال المسؤول عن رصد الجراد في منظمة الفاو كيث كريسمان، إلى أن ما يلتهمه الجراد في يوم واحد يعادل كمية الغذاء التي يأكلها سكان ولايات نيوجرسي ونيويورك وبنسلفانيا مجتمعة.
ونبه إلى أن عدم التحرك بشكل فعال لمواجهة الكارثة، ينذر بعواقب وخيمة في المستقبل، لا سيما أن ملايين الأشخاص بالمنطقة يعانون نقصا في الغذاء.
وتتجه الأمم المتحدة إلى إطلاق طائرات "درون" مع مستشعرات خرائط ومبيدات، للمساعدة في مواجهة أسراب الجراد في المنطقة.
لكن هذه المبيدات لا تقدم حلا ناجعا، نظرا إلى السرعة التي يمتاز بها الجراد وقدرته على السفر لأكثر من 150 كيلومترا في اليوم الواحد.