كشف علماء كنديون عن مبادرة لزراعة مليار شجرة جديدة بحلول العام 2028، باستخدام شبكة من الطائرات المسيّرة "بدون طيار" تطلق البذور، وذلك كجزء من خطة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي.
وقال العلماء إن مبادرة زراعة مليار شجرة لن تكون مكلفة، وستتم بسرعة، حيث سيكون بإمكان الطائرات المسيرة زراعة بذرة واحدة في الثانية.
وتأتي مبادرة فريق العلماء الكنديين، التي تحمل اسم "فلاش فوريست"، في إطار محاولة لمكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ وإزالة الغابات.
وبدأ العلماء بتجربة مبادرة "فلاش فورست" عن طريق اختبار أنظمة توصيل الطائرات المسيرة في أغسطس الماضي، من خلال تنفيذ رحلة تجريبية شهدت زراعة 100 شجرة بنجاح.
وكانت هذه النتائج مشجعة لدرجة أن المبادرة وسعت أهدافها، لزراعة مليار شجرة جديدة، بحلول عام 2028.
وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس للمبادرة برايس جونز في فيديو لجمع التبرعات من أجل المشروع "كل عام يخسر الكوكب 13 مليار شجرة ويستعيد أقل من نصفها".
وأضاف: " لقد بدأنا مبادرة فلاش فوريست بهدف شفاء رئة الكوكب ونأخذ هذا العمل على محمل الجد، وإلى أن يتم إنجاز هذه المهمة بشكل جيد، لا يوجد وظيفة أخرى مهمة".
ووفقا للموقع العلمي "نيو أطلس"، فإن الطائرات المسيرة لا تحمل البذور نفسها فحسب، ولكنها تكون محملة داخل جراب أو حشوة تحتوي على تربة غنية بالمغذيات قادرة على البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 9 أشهر، مما يتيح لها متسعا من الوقت لتتجذر في البيئة المحلية.
يشار إلى أن كل جراب يحتوي على ما لا يقل عن 3 بذور منبتة مسبقا ذات جذور، بالإضافة إلى أسمدة، وبالطبع خلطة فريق العلماء الكنديين "السرية".
وستكون كل طائرة مسيرة قادرة على إطلاق جراب واحد في الثانية في الأرض، وسيتيح النظام للعالم أو الشخص المنفذ تشغيل ما يصل إلى 10 طائرات مسيرة في وقت واحد.
ويقول العلماء إن نظام الطائرات المسيرة يمكن أن يزرع الأشجار أسرع بعشر مرات مما يمكن للعامل البشري أن يفعله باليد، وبخمس التكلفة.
ومنذ أول رحلة تجريبية، في أغسطس الماضي، تمت زراعة أكثر من 3100 شجرة مختلفة بواسطة الطائرات المسيرة.
وذكر العلماء القائمون على المبادرة أنه لن يتم التركيز بشكل حصري على الأشجار، ولكن عملية الزراعة ستشمل أنواعا أخرى من النباتات من أجل "الاستعادة الكاملة للنظام الإيكولوجي".
الجدير بالذكر أنه في صيف العام الماضي، أظهر زوجان برازيليان قوة "إعادة التحريج" عندما كشفت نتائج مشروعهم الذي استغرق 20 عاما لإعادة تشجير قطعة أرض مساحتها 1750 فدانا كانت تستخدم سابقا لرعي الماشية.
ووفقا لنتائج المشروع، فقد تدفقت مياه الجداول التي جفت بعد قطع الأشجار، بينما عاد أكثر من 170 نوعا من الطيور و 30 نوعا من الثدييات إلى المنطقة بعد أن كانت قد غادرتها سابقا بسبب قلة المأوى ومصادر الغذاء.