كشف بحث ألماني حديث عن أسرع أنواع النمل في العالم، حيث رصده علماء في مناطق صحراوية بمنطقة شمال أفريقيا، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
ووفقا للباحثين، يستطيع "النمل الفضي" الذي ينتشر في بؤرة للكثبان الرملية في تونس، أن ينتقل بسرعة تصل إلى 108 أضعاف طول جسمه في الثانية الواحدة، وهو بذلك يعد أسرع فصائل النمل في العالم.
ورصد علماء النمل أثناء بحثه عن الطعام في شمس منتصف النهار الحارقة، وكشفت لقطات فيديو أن النمل يركض عبر الرمال الحارقة بسرعات تقترب من متر واحد في الثانية، أي نحو 3.6 كيلومترا في الساعة.
وفي حال ركضت القطط المنزلية بنفس معدل السرعة مقارنة بحجم الجسم، فإنها ستتحرك بسرعة 193 كيلومترا في الساعة.
وبعد مراقبة الحشرات الصغيرة قالت سارة بفيفر، التي تدرس سلوك الحيوان في جامعة "أولم" في ألمانيا إن "النمل يطير في الهواء، ولا تطأ أقدامه الأرض"، حتى في السرعات البطيئة نسبيا.
وبالطبع هناك سبب لتطور النمل الفضي الصحراوي، المعروف علميا باسم "كاتاغليفيس بومبيسينا"، ليصبح سريعا للغاية وخفيف الحركة، فعلى عكس المخلوقات الصحراوية الأخرى التي تحتمي من حرارة الظهر الشديدة، يعد هذا الوقت بالنسبة له مناسبا للبحث عن الطعام.
فعندما تكون حرارة الصحراء على أشدها، يخرج النمل من أعشاشه ويبدأ البحث عن وجبات مناسبة، غالبا ما يكون بقايا مخلوقات نفقت بعد أن استسلمت لدرجات الحرارة القاتلة.
وللبقاء على قيد الحياة، تكسو طبقة من الشعر الفضي جسم الحشرة فتعكس أشعة الشمس الساقطة عليها.
لكن حتى مع هذا "الطلاء" وغيره من التعديلات في تكوينها، بالكاد يستطيع النمل أن ينجو من حرارة 60 درجة مئوية، وبالتالي فهو يحتاج إلى سرعة مذهلة ومهارات ملاحية للعثور على الطعام والعودة إلى العش قبل الوقوع ضحية للحرارة.
وقبل أن تتمكن بفيفر وزملاؤها من مشاهدة النمل الأسرع في العالم في الصحراء، كان عليهم أولا العثور عليه، لذلك سافر العلماء إلى مدينة دوز إحدى مدن ولاية قبلي جنوبي تونس، التي تبعد عن العاصمة حوالي 550 كيلومترا، ثم توجهوا إلى الكثبان الرملية القريبة بحثا عن النمل أثناء تنقله السريع.
وليتمكنوا من تصوير النمل أثناء حركته السريعة، نصب العلماء كاميرات فيديو عالية السرعة قرب أعشاش النمل لتسجيل حركته ذهابا وإيابا.
وأظهرت اللقطات النمل ينسق تحركاته بدقة لا تصدق، مع تحريك 3 أرجل في وقت واحد، ووجد أن النملة قطعت مسافة 86 سنتيمترا في الثانية الواحدة من خلال 47 خطوة فقط، أي أكثر من 10 أضعاف معدل حركة العداء الجمايكي أوسين بولت، وخلال ذلك وبين كل خطوة لمست كل قدم نملة الأرض في أقل من 7 ميلي ثانية.
وبحسب التفاصيل التي نشرت في دورية "البيولوجيا التجريبية"، سجلت لقطات مماثلة لنملة صحراوية سريعة أخرى، هي "كاتاغليفيس فورتيس"، التي توجد في منطقة أحواض الملح التونسية، حيث تصل سرعة الحشرات القصوى إلى 62 سنتيمترا في الثانية.
بينما وجد العلماء أن النمل الفضي الصحراوي له أرجل أقصر من أبناء عمومته في منطقة أحواض الملح، فإن معدل سرعة النمل الفضي يعوض هذا الأمر.