القلق جزء من الحياة، فقد تشعر بذلك عندما تكون عالقا في زحمة المرور أو تتعجل في إنجاز شيء ما خلال العمل، وقد ينتابك القلق بشأن تدبير شؤون عائلتك أو أموالك.
وليس هناك شك في أن الشعور بالقلق، يمكن أن يرفع ضغط الدم، على الأقل في المدى القصير، وفق أحدث دراسة نشرت نتائجها صحيفة "التايم" البريطانية، الجمعة.
وقال الدكتور كريستوفر سيلانو، المدير المساعد لبرنامج أبحاث الطب النفسي في القلب بمستشفى ماساتشوستس العام: "إن عقولنا وأفكارنا ترتبط بالتأكيد بقلوبنا".
وأضاف: "عندما يكون هناك شيء ما يجعلك قلقا، سواء كان طارئا يهدد حياتك أو مصدر قلق مستمر، يبدأ الجهاز العصبي بالاستجابة، مما يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم لديك".
وأوضح سيلانو إن الشعور بالقلق قد يكون جيدا، وربما مفيدا، إن كان في حدود معقولة، وقال: "القليل من القلق يمكن أن يكون محفزا، ويمكن أن يساعد على بدء ممارسة روتينية جديدة أو اتخاذ خيارات غذائية صحية".
وحذر من أن الناس القلقين بشكل مزمن، من الممكن أن يتعرضوا لتغيرات في جهاز المناعة والأوعية الدموية والصفائح الدموية، مما قد تسهم في الإصابة بأمراض القلب.
وتوصلت دراسة بحثية أجريت عام 2015 إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالذين لا يشعرون بالقلق.
لكن الدكتور جيمس براين بيرد، أخصائي ارتفاع ضغط الدم وأستاذ مساعد في طب القلب والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة ميشيغان، يؤكد أنه من الصعب إقامة علاقة سببية ثابتة بين القلق وارتفاع ضغط الدم.
وضرب على ذلك مثلا بالقول إن "إلقاء شخص خطابا في جمهور يرفع معدل ضربات القلب لديه بكل تأكيد"، مضيفا أنه "مع ذلك، فإن من الصعب معرفة ما إذا كان القلق المتكرر يمكن أن يساهم في تطور ارتفاع ضغط الدم المزمن".
وأظهرت بعض الأبحاث التي أجراها سيلانو أن القلق بين المصابين بأمراض القلب يرتبط بزيادة الوفيات. في حين أن هذا لا يثبت أن القلق في وقت مبكر من الحياة تسبب أو ساهم في مشاكل في القلب.
ويميل الأطباء إلى استخدام استبيانات مطولة، ومسح نتائج عشرات بل مئات الدراسات العلمية السابقة في هذا المجال، من أجل الوصول إلى تقييم أكثر دقة بشأن العلاقة بين القلق والإصابة بارتفاع ضغط الدم.