هل رأيت من قبل سفينة تستطيع الوقوف رأسيا في الماء بدون غرق؟ هذا ما قامت به سفينة أبحاث أميركية، التي تعد جزءا من مكتب البحوث البحرية في الولايات المتحدة، وتديرها مؤسسة "سكريبس" لعلوم المحيطات في كاليفورنيا.
فصناعة الأدوات البحثية لم تتوقف عند آلات تقليدية فحسب، بل يوجد هناك دائما مطورون لتلك الأدوات، مهمتهم إيجاد آلات جديدة كليا وغريبة أحيانا كثيرة لتنفيذ نفس المهمة البحثية، وهذا الأمر ينطبق على سفينة البحث الأميركية المسماة السفينة القلابة أو سفينة فليب (FLIP).
وتعد سفينة الأبحاث الأميركية هي الوحيدة في العالم، التي لها القدرة على التحول من الوضع الأفقي إلى الوضع الرأسي بينما هي في الماء، وما يزيد هذه المعلومة غرابة هو أنها ليست سفينة صغيرة، بل يبلغ طولها حوالي 180 مترا وتزن 700 طن.
وقام المهندسون البارعون بتصميم هذه السفينة كي تتمكن من الانتقال إلى الوضع الرأسي باستقامة 90 درجة، بحيث تكون مقدمة السفينة في الأعلى بارتفاع 17 متر، أي بارتفاع مبنى من 5 طوابق.
هذا بينما يكون ذيلها مغمورا جزئيا في الماء بطول 91 متر، أي أن الجزء الأغلب من السفينة يكون مغمورا تحت الماء وهو ما يساعد على ثبات السفينة ومقاومتها للأمواج.
وتستغرق "عملية تحول" سفينة فليب حوالي 28 دقيقة، يتم فيها ضخ مياه البحر لخزانات ضخمة في مؤخرة السفينة مما يجعلها تغطس في الماء لتصبح السفينة في الوضع الرأسي.
وتم تصميم السفينة بغرض دراسة الأمواج والإشارات الصوتية ودرجة الحرارة داخل الماء وتجميع بيانات الأرصاد الجوية.