قطعت مختبرات نيويورك العلمية الرائدة صلاتها بالعالم الذي ساعد في اكتشاف الحمض النووي DNA وسحبت كل الألقاب والجوائز التكريمية له.
وزعمت مختبرات "كولد سبرينغ هاربور" أن العالم الحائز على جائزة نوبل واختصاصي علم الوراثة جيمس واتسون، البالغ من العمر 90 عاما، أدلى بتصريحات حول ارتباط العرق بالذكاء، تحمل دلالات عنصرية.
وقال رئيس المختبرات، بروس ستيلمان، وعضو مجلس الأمناء، مارلين سيمنز، في بيان إن المختبرات "ترفض بشكل قاطع الآراء الشخصية غير الموثقة أو المثبتة والمتهورة للدكتور جيمس واتسون بشأن موضوع العرق وعلم الوراثة".
وأضافا في بيانهما أن تصريحات واتسون "تستحق الشجب، وغير مدعومة علميا ولا تمثل بأي حال وجهات نظر المختبرات أو أمناءها أو أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين أو الطلاب".
وشدد البيان على إدانة المختبرات لما وصفة بـ"إساءة استخدام العلم لتبرير التحيز والتمييز"، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
يشار إلى أن واتسون تولى رئاسة المختبرات لسنوات، وحاز مع فرانسيس كريك وروزاليند فرانكلين على جائزة نوبل في علم الأحياء باكتشافهم لتركيبة الحمض النووي الحلزونية المزدوجة عام 1953.
وكانت المختبرات الشهيرة قد نحته عام 2007 عن منصب المستشار بعد أن صرح لصحيفة "صنداي تايمز" بأنه متشكك أصلا حيال الآفاق أمام أفريقيا" نظرا لأن "كل سياساتنا الاجتماعية تستند إلى حقيقة أن ذكائهم مثل ذكائنا، في حين أن جميع الاختبارات تقول عكس ذلك في الحقيقة"، على حد قوله.
وقال أيضا إنه في الوقت الذي يأمل فيه أن تكون الأعراق متساوية، فإن "الناس الذين يتعاملون مع الموظفين من ذوي البشرة السوداء يجدون أن هذا الأمر ليس صحيحا".
وفي ذلك الوقت اعتذر واتسون عن تصريحاته تلك، لكن بعد بث البرنامج الوثائقي عنه مؤخرا تبين أنه لم يغير من أرائه، بل أكد ذلك حين قال "لم أغيرها (الآراء) على الإطلاق".
وأضاف أنه كان يرغب كثيرا في أن تتغير تلك الآراء وأن تكون هناك وسيلة معرفية جديدة تقول إن "تربيتك ونشأتك أهم بكثير من طبيعتك.. لكنني لم أر أي مثل تلك الوسيلة المعرفية.. وهناك اختلاف في المتوسط بين مستوى الذكاء عند السود والبيض.. وأعتقد أن الاختلاف موجود في الجينات".
وبعد سحب كل الألقاب الشرفية والجوائز التكريمية من واتسون، قالت مختبرات "كولد سبرينغ هاربور" إنها مع ذلك تقدر ميراثه العلمي وإنجازاته واكتشافاته، لكنها لا يمكنها الاستمرار بالارتباط به ومعه.