بالنسبة للأشخاص الذين لا يتبعون نمطا معينا في النوم ويسهرون كثيرا في الليل ويصحون متأخرين في الصباح، قد يبدو تغيير الساعة البيولوجية للجسم أمرا عسيرا، وتصف بعض الأوساط العلمية هذه الحالة بـ"البومة الليلة".
وفي أغلب الأحيان يعاني هؤلاء أيضا من صعوبة في النوم، أو على الأقل القلق، بالتالي يزيدون من مخاطر الإصابة بقائمة طويلة من الأمراض، بما فيها السرطان والسكري.
ومن يتبصر في حياته اليومية يجد أن الإنسان في الوقت الحالي يعيش في واقع مليء بالضوء الصناعي الأمر الذي يربك الساعة البيولوجية.
على أي حال، في دراسة غريبة من نوعها، طلبت الأستاذة ديبرا سكين وزميلتها فيكي ريفيل متطوعا لإجراء دراسة تتعلق بالساعة البيولوجية وكيفية ضبطها، على أن تستمر تجربة التحول من "بومة ليلية" إلى "طائر نهاري" 10 أيام.
وتطوع الضابط السابق في الجيش البريطاني ألدو كاين، ممن اعتادوا نمطا معينا في النوم والصحو المبكر وتحديدا في السادسة صباحا من كل يوم سواء بمنبه أو من دون منبه، لخوض هذه التجربة الغريبة، وفقا لما جاء في صحيفة التليغراف البريطانية.
الشروط كانت بسيطة: العيش 10 أيام في ملجأ نووي تحت الأرض، حيث لا يوجد ضوء ولا أي شكل من أشكال الاتصال والتواصل مع منهم خارج الملجأ وبالتالي غياب أي علامة أو مؤشر على الوقت.
في الملجأ المعتم، أخضع ألدو، إلى جانب الاختبار الحقيقي، لاختبارات نفسية عديدة، للتأكد من سلامته العقلية في ظل هذه الظروف، كما أخضع لمراقبة على مدى 24 ساعة يوميا و7 أيام في الأسبوع.
وخلالها كان ألدو حرا في تناول الطعام أو النوم في أي وقت يشاء.
نتيجة التجربة كانت مذهلة، فانعدام الضوء سرعان ما بدأ يؤثر على ألدو وساعته البيولوجية، حيث صار يصحو متأخرا يوما بعد يوم، وبينما كان يعتقد أنه ذاهب إلى النوم في الثامنة والنصف مساء، كان الوقت في الواقع الثانية صباحا.
نهاية التجربة، المسألة تعتمد على ضوء النهار الطبيعي، فهي قد تساعد على إعادة ضبط ساعتنا البيولوجية.