على خطى "أسود الأطلس"، يبدو أن أشبال المنتخب المغربي عازمون على صناعة التاريخ خلال مشاركتهم في منافسات كأس العالم للناشئين المقامة حاليا في إندونيسيا.
وفي إنجاز غير مسبوق، نجح منتخب المغرب لأقل من 17 سنة في بلوغ دور ربع نهائي كأس العالم بعد الفوز على منتخب إيران بضربات الترجيح (4-1).
وكان ممثل العرب الوحيد في كأس العالم قد بلغ نهائيات البطولة العالمية المنظمة بإندونيسيا بعد احتلاله المركز الثاني في بطولة كأس إفريقيا التي احتضنتها الجزائر شهر مايو الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي المنتخب المغربي للناشئين في دوري ربع نهائي كأس العالم نظيره المنتخب المالي، يوم السبت القادم بمدينة سوراكارتا الإندونيسية.
إنجاز تاريخي
وأشاد المتتبعون لكرة القدم المغربية بالمستوى الذي أبان عنه المنتخب المغربي خلال هذه البطولة، حيث أجمع العديد منهم على أن إنجازات "الأشبال" هي مدعاة للاطمئنان على مستقبل كرة القدم المغربية.
يقول الصحفي الرياضي المغربي إدريس التزارني، إن بلوغ المنتخب الوطني دور ربع نهائي منافسات كأس العالم المقامة حاليا بإندونيسيا دليل على النضج التكتيكي والفكري للاعبين تحت قيادة المدرب سعيد شيبا، وهو تأكيد للمكانة التي باتت تحتلها كرة القدم المغربية قاريا أو دوليا.
ويرى التزارني في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن "المنتخب المغربي للفتيان مشكل من قائمة تضم أبرز المواهب التي لفتت الأنظار قبل شهور خلال نهائيات كأس إفريقيا التي احتضنتها الجزائر واحتلوا خلالها الوصافة كما اعتدوا على التألق في فرقهم سواء داخل المغرب أو خارجه".
ويعتقد المتحدث أن تجاوز عقبة المنتخب المالي في ربع النهائي لن تكون مهمة يسيرة، وبأن هذه المواجهة تعد بمثابة اختبار حقيقي لمدى صلابة هذا المنتخب الفتي الذي بصم إلى حدود اليوم على مشوار متميز في مونديال إندونيسيا.
جيل جديد من اللاعبين
وتفاعل العديد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الظهور اللافت لأشبال المغرب خلال مباراتهم ضد نظيرهم الإيراني وبشكل خاص حارس مرمى الأسود طه بنغوزيل، الذي ساهم بشكل كبير في تأهل المغرب إلى ربع النهائي بعد تصديه لضربتي جزاء خلال الضربات الترجيحية ضد إيران.
وينتمي الحارس طه بنغوزيل وعدد مهم من لاعبي المنتخب المغربي لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وهي الأكاديمية التي تعد نموذجا مرجعيا في مجال تكوين اللاعبين وصقل المواهب، وكان لها الفضل في تكوين جيل جديد من اللاعبين ساهموا في إنجاز مونديال قطر 2022.
يؤكد المحلل والناقد الرياضي محمد الماغودي، أن المغرب يتوفر حاليا على جيل من اللاعبين الذين يجمعون ما بين الموهبة والتكوين الأكاديمي المحترف الذي تقدمه أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لكل الفئات العمرية.
ويتابع الماغودي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن الأندية المغربية خاصة الكبرى مدعوة اليوم لأن تستلهم من التجربة الناجحة لأكاديمية محمد السادس في مجال تكوين اللاعبين داخل الأندية.
وإلى جانب تكوين اللاعبين محليا، يعتبر الماغودي أن الصورة المشرفة التي قدمها المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 قد ساهمت في تحفيز وتشجيع المواهب المغربية المزدادة خارج البلاد من أجل حمل القميص الوطني.
على خطى "أسود الأطلس"
وقد أعاد تألق أشبال الأطلس إلى الأذهان الملحمة التاريخية التي صنعها المنتخب الأول خلال مونديال قطر 2022، حين تمكن "الأسود" من بلوغ المربع الذهبي لكأس العالم كأول فريق إفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز.
يؤكد إدريس التزارني أن إنجاز أسود الأطلس خلال كأس العالم قطر يعد نقطة تحول في كرة القدم المغربية وهو ثمرة مجهودات كبيرة تبدلها الدولة واتحاد كرة القدم من أجل تطوير كرة القدم الوطنية واستطاعت بفضلها تحقيق نتائج باهرة على المستوى القاري والدولي في السنوات الاخيرة، مما شكل حافزا لدى الأشبال من أجل تحقيق إنجاز تاريخي آخر في مونديال إندونيسيا 2023 لأقل من 17سنة.
ويتابع الصحفي الرياضي أنه بالإضافة إلى الحافز المعنوي الذي منحه رفاق أشرف حكيمي للجيل الجديد، فإن التكوين والإعداد الذي تلقاه "الأشبال" داخل أكاديمية محمد السادس قد ساهم في إبراز مواهبهم وزرع فيهم الرغبة في المنافسة على أغلى الكؤوس العالمية.
ويعتبر التزارني أن ما حققه المنتخب المغربي في كأس العالم لأقل من 17 سنة يعكس نجاح الاستراتيجية التي وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من أجل النهوض بالرياضة عموما، وبكرة القدم على الخصوص في المغرب.