لم يقتصر تأثير قرار اعتزال كريم بنزيمة اللّعب دولياً مع منتخب فرنسا، على نجم ريال مدريد لوحده فقط، وإنما تجاوز ذلك ليرتبط بمستقبل أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، الذي رفض العديد من العروض المغرية خلال الفترة الماضية بانتظار تحقيق حلمه، بتدريب منتخب " الديوك" بعد كأس العالم 2022. فهل توقف حلم زيدان، مثلما توقف مشوار بنزيمة الدولي؟
ورفض زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق العديد من العروض لتدريب أندية أوروبية كبرى مثل باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، لأن تركيزه كان منصباً على قيادة منتخب فرنسا بعد مونديال قطر، خاصة وأن عقد المدرب الحالي ديديه ديشان الذي قضى 10 سنوات على رأس الجهاز الفني لمنتخب "الأزرق"، ينتهي في 31 ديسمبر الجاري.
كما تلقى زيدان تطمينات مسبقة من مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بأنه المرشح الأبرز لتولي المهمة في المرحلة المقبلة استعدادا لبطولة أمم أوروبا 2024، وكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وبعد وصول المنتخب الفرنسي بقيادة ديشان إلى الدور النهائي لكأس العالم 2022، وتقديم عرض قوي أمام الأرجنتين، تغيرت بوصلة مسؤولي الكرة الفرنسية أمام المستجدات التي حصلت، وفي مقدمتها تصريحات رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون الذي أوضح بأنه يريد أن يظل ديشان مدربا للمنتخب الوطني عندما قال لوسائل إعلام فرنسية: "بالطبع طلبت من ديدييه ديشان أن يستمر، أريده أن يستمر! ".
وبعد هذا التصريح ظهر توجّه قوي في فرنسا يطالب باستمرار ديشان مدربا للمنتخب خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت بعض وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن زين الدين زيدان بطل العالم 98، اعتذر عن عدم مرافقة الرئيس الفرنسي في الرحلة التي نظمها لقدماء اللاعبين والمصابين في القائمة الحالية لمنتخب فرنسا، من أجل السفر إلى الدوحة وحضور المباراة النهائية لمونديال 2022، حيث فضل البقاء بعيدا عن الحدث، بسبب تضاؤل حظوظه في قيادة "الأزرق".
كما تحدث البعض أيضا عن وجود تنسيق بين اللاعب كريم بنزيمة ومدربه السابق في ريال مدريد زين الدين زيدان، واللذين تربطهما علاقة قوية، بخصوص عدم حضور النهائي، وقرار اعتزال اللعب دوليا، بسبب الظروف غير المواتية التي ستكون في المنتخب الفرنسي في حال استمرار ديشان على رأس الجهاز الفني.
ولم يبقى أمام حلم زيدان في تدريب منتخب فرنسا سوى بصيص صغير من الأمل، وذلك إذا رفض ديديه ديشان الاستمرار في منصبه، وقرر مغادرة منتخب "الديوك"، خاصة وأنه لم يحسم موقفه حتى الآن، وطلب الانتظار حتى يعقد اجتماعا مع مسؤولي الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد العودة من المشاركة المونديالية، ثم الإعلان عن قراره النهائي.
وفي المقابل يتوقع أن يعود زيدان إلى أجواء الدوريات الأوروبية قريبا بعد غياب طويل، ويستأنف مشواره التدريبي في الأندية بعد توقف استمر لأكثر من سنة ونصف بانتظار تحقيق حلمه الذي يوشك على أن يتبخّر.