بطريقته الخاصة، يشجع الفنان المغربي إسماعيل هجيلة "أسود الأطلس" في مشوارهم الحافل بالنجاحات في مونديال 2022. وينسج الشاب لوحات فنية مصنوعة بأدوات بسيطة، يزاوج بينها بحرفية عالية، ليُشكل بإتقان صور نجوم كرة القدم المغربية.
من كان يتصور أن ملح الطعام والمسامير والخيوط يمكن أن تتحول لمزيج ساحر يخطف الأبصار، ويصبح لوحات فنية مثيرة للإعجاب؟ بأنامل ذهبية وكثير من الشغف، يركن إسماعيل حجيلة، 27 سنة إلى زاوية صغيرة من بيته، حوّلها إلى ورشة لصناعة التحف.
شغف تحول إلى مهنة
إسماعيل هجيلة، ابن مدينة آسفي غربي البلاد، الذي غادر مقاعد الدراسة مبكرا، باختيار شخصي منه، وبدأ يشتغل كبائع للمنتوجات التجميلية الطبيعية على الإنترنت، وبعدها كبائع في نفس المجال مع إحدى تعاونيات المدينة، لكن سرعان ما عصفت جائحة كورونا بمشروعه وغيرت مجرى حياته المهنية.
خلال فترة الحجر الصحي، شرع الشاب في الانشغال بالرسم على الألواح، وهي موهبة بزغت منذ نعومة أظافره، صقلها على مدى سنوات طويلة، فأصبحت اليوم مهنته التي يجني منها قوت يومه.
ويقول هجيلة : "في أعمالي أبتعد عن كل ما هو تقليدي كالرسم بالصبغة أو قلم الرصاص، أو الحبر. أبحث عن طرق مبتكَرة لتشكيل لوحاتي. فكانت البداية بالملح، حيث بدأت أرسم بورتريهات على المائدة، وهي أعمال لقيت إقبالا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي."
وتابع في حديث لـ "سكاي نيوز عربية" أنه بدأ في تنويع أساليبه، إذ شرع في إدخال الخيوط والمسامير ضمن مكونات لوحاته، ليضع تصوراته على الزجاج والملابس تارة، وعلى البيض والجدران تارة أخرى. ولفت إلى أنه طور مهاراته بشكل فردي، دون أن يتلقى أي تكوين أكاديمي.
تشجيع المنتخب
مع اقتراب كأس العالم، لم يتردد إسماعيل هجيلة في إخراج مساميره وخيوطه لتشجيع "أسود الأطلس" بطريقته الخاصة. فرسم مجموعة متفردة من البورتريهات للمدرب وليد الركراكي، وأمين حارث وسفيان بوفال وأشرف حكيمي، بالإضافة إلى ثلة من اللاعبين الدوليين البارعين في مداعبة الساحرة المستديرة.
وكشف الفنان أنه تمكن بفضل مواقع التواصل الاجتماعي من إثارة انتباه الدولي المغربي، عبد الرزاق حمد الله، الذي يقطن غير بعيد عنه، حيث تمكن من تحديد موعد معه لإهدائه لوحة تشكيلية تحمل صورته المنسوجة بالخيوط والمسامير. وعلق قائلا: "لقد كانت ملاقاة اللاعب عبد الرزاق حمد الله لحظة مؤثرة، وتمكنت من إهدائه إحدى لوحاتي. شعرت بسعادة غامرة عندما رأيت أنه ضمن التشكيلة الرسمية للمنتخب."
وقد أصبحت هذه الطريقة المتفردة من الرسم أداة للتعبير بالنسبة لهجيلة، الذي أضحى يلجأ لورشته للرسم كلما أراد إبداء رأيه في شئ سواء كان اجتماعيا أو رياضيا أو فنيا.
في فترة كورونا، كان الشاب يدعم الأطباء والممرضين ورجال ونساء الأمن وعمال النظافة، بطريقته الخاصة، إذ بادر إلى رسم مجموعة من اللوحات للإشادة بمجهوداتهم خلال الجائحة، والعناء الذي تكبدوه لحماية المواطنين من خطر الإصابة بالفيروس.
ويأمل هجيلة في أن تلقى رسوماته أصداء إيجابية لدى اللاعبين، وتنضاف إلى زخم التشجيع الذي يتلقونه في مسيرتهم في قطر. كما يتمنى التعريف بفنه وتقريب الناس من أعماله، راجيا أن يتمكن من تنظيم ورشات لتلقين الصغار مهاراته الفنية.