كرّرت كرواتيا تجاربها الناجحة في ركلات الترجيح في مونديال 2018 عندما بلغت النهائي للمرة الأولى في تاريخها الحديث، إذ خاضت حصة جديدة هي الثانية توالياً لها في مونديال 2022 بتخيطها البرازيل التي كانت مرشحة بقوة لإحراز لقبها السادس بالفوز عليها 4-2 بعد تعادلهما 1-1 في نهاية الوقت الإضافي (الوقت الأصلي صفر-صفر) لتبلغ الدور نصف النهائي.
وكانت كرواتيا، قد تخطت الدنمارك 1-1 ثم 3-2 عندما صد حارسها دانيال سوباشيتش ثلاث ركلات ترجيح في ثمن نهائي مونديال 2018، وبعدها روسيا المضيفة 2-2 ثم 4-3 في ربع النهائي، واحتاجت بعدها إلى تمديد الوقت للتغلب على إنجلترا 2-1، قبل الرضوخ أمام واقعية فرنسا 2-4 في نهائي موسكو.
وجرياً على عادات المونديال الأخير، خاضت كرواتيا وقتاً إضافياً أمام اليابان بعد تعادلهما 1-1 على استاد الجنوب في الوكرة.
وفي ركلات الترجيح، صدّ الحارس دومينيك ليفاكوفيتش 3 ركلات للبديلين تاكومي مينامينو وكاورو ميتوما ومايا يوشيدا، ليقود بلاده إلى ربع النهائي (3-1). أصبح أول حارس يصد أول ركلتين في حصة ركلات الترجيح في كأس العالم. كما أنه بات ثالث حارس لم يدخل مرماه أي هدف من الركلات الترجيحية الثلاث الأولى.
قال ليفاكوفيتش الذي نال جائزة أفضل لاعب في مباراة اليابان لقناة "بي إن سبورتس": "هذه لحظة هامة جداً في مسيرتي. كانت الأجواء رائعة. أشعر بحال جيدة وأنا سعيد جداً. كانت مباراة متطلبة ولقد استعدينا جيداً لها".
وأصبح حارس دينامو زغرب البالغ 27 عاماً ثالث حارس في تاريخ المسابقة يصدّ 3 ركلات ترجيح في مباراة واحدة، بعد البرتغالي ريكاردو عام 2006 ضد إنجلترا ومواطنه سوباشيتش الذي يعتبر قدوة له مع الإسبانيين دافيد دي خيا وإيكر كاسياس، في 2018 ضد الدنمارك.
أضاف الحارس الذي صد ثلاث ركلات يابانية من أصل أربع "تابعت تقليد سلفي. أعتقد انها غريزة أكثر من أي تحليل للاعب المسدّد أمامكم".
أردف "لا أعتقد أنها كانت ركلات صعبة الصد، لم تكن ركلات مثالية، وأشكر الله على ذلك".
وعن إنجازات الحارس، قال القائد المخضرم لوكا مودريتش "ليفي صنع معجزة اليوم. كانت مباراة مرهقة وصعبة".
وأشاد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو بانجاز ليفاكوفيتش "لا أعتقد أننا رضخنا للضغوط، أعتقد أن الحارس كان رائعاً". أضاف "خاض لاعبو اليابان 120 دقيقة ببراعة ومن سددوا ركلات الترجيح تحلوا أيضا بالشجاعة".
وفي المباراة ضد البرازيل، تعملق ليفاكوفيتش مجددا ونجح في التصدي لأكثر من 10 كرات للبرازيل في الوقت الأصلي قبل أن تمنى شباكه بهدف رائع لنيمار بعد أن تلقى الكرة من باكيتا وراوغه وسجل في سقف الشباك في نهاية الوقت الإضافي الأول.
لكن الكلمة الأخيرة كانت للحارس الكرواتي الذي مهد الطريق لفوز فريقه بركلات الترجيح بالتصدي للركلة الافتتاحية التي سددها رودريغو، ثم لم يخطئ أي من زملائه في أربع محاولات لهم، وعندما جاء دور ماركينيوس تصدى القائم لمحاولته لتتكمل فرحة الكروات والصدمة البرازيلية.
أشادت به صحيفة "يوتارنيي ليست" المحلية عبر موقعها الإلكتروني بعد المباراة ضد البرازيل، فقالت "كان الفارق طوال فترة المباراة في الأوقات الحاسمة، قبل ان يمنحنا تصديه للركلة الأولى الثقة العالية بالنفس".
وأضافت "البطل ليفي حطم أحلام القوة الجبارة" البرازيلية.