مع احتفال محمد الشناوي مؤخرا بتتويجه بلقب أفضل لاعب داخل قارة إفريقيا، تلقى حارس مرمى الأهلي المصري ومنتخب "الفراعنة" إشادات من جانب "مكتشفه" ومن حراس مصريين سابقين.
وفي أعقاب تتويج الأهلي بلقب كأس السوبر على حساب غريمه الزمالك قبل أيام، قرر الشناوي الاحتفال باختياره من جانب اتحاد الكرة الإفريقي (كاف) كأفضل لاعب للموسم الماضي، وهي الجائزة التي توج بها قبل نحو 3 أشهر.
لكن يبدو أن خسارة الأهلي للدوري المحلي وكأس مصر دفعت اللاعب لإرجاء الاحتفال بالجائزة، حتى كتب على "إنستغرام" بعد الفوز بالسوبر: "جاء الوقت لكي أحتفل بلقب أجلت الاحتفال به وهو أحسن لاعب في إفريقيا، يارب دايما في احتفالات يا أهلاوية".
موهبة منذ الطفولة
وأكد ماهر سليمان، مكتشف الشناوي في طفولته، أن الأخير جاء إليه في نادي الحامول بمحافظة كفر الشيخ وهو في سن 10 سنوات، حيث كان ماهر وقتها مدربا لحراس مرمى قطاع الناشئين بالنادي، وحسب المدرب المخضرم فإن "الشناوي الطفل الصغير كان يتمتع بشخصية واضحة تبدو تفاصيلها على ملامح وجهه، وفي تصرفاته وكلامه مع المحيطين به".
وأضاف سليمان، المسؤول عن حراس المرمى من الناشئين واكتشاف المواهب في نادي المقاولون العرب حاليا، أن "الشناوي استمر مع الحامول 3 سنوات، ووقتها كان رئيس النادي هو أحمد مجاهد (رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم لاحقا) الذي رشحه لمسؤولي الأهلي آنذاك".
وتابع سليمان، الذي كانت له تجربة تدريبية مع نادي الظفرة الإماراتي: "انتقل الشناوي بالفعل للأهلي وزادت خبراته، لكنه كان حزينا عندما تخلى عنه النادي في سن 20 عاما وانتقل بعدها إلى فرق طلائع الجيش وحرس الحدود وبتروجيت. وكل هذه التجارب صقلت خبراته".
وأشار سليمان في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "شخصية اللاعب هنا هي الفارقة، فهناك العديد من اللاعبين بمجرد خروجهم من الأهلي أو الزمالك تنهار أحلامهم وطموحاتهم، لكن الشناوي فعل عكس ذلك بإصراره الكبير وشخصيته الفولاذية التي ظهرت معه منذ أول مرة لعب فيها الكرة مع فريق الحامول".
وكشف ماهر سليمان عن دور شقيقه طارق سليمان، الذي كان مدرب حراس الأهلي آنذاك، في عودة الشناوي للنادي، مؤكدا أن "الحارس وقتها كان حزينا لتخلي الأهلي عنه، لكن حبه للنادي جعله ينسى ذلك، وبفضل تصميمه وإصراره الدائم على النجاح حجز مكانه حارسا أساسيا على حساب شريف إكرامي وقتها".
"ينافس نفسه"
وفي اتصال هاتفي مع مدرب حراس مرمى منتخب مصر الأسبق زكي عبد الفتاح من الولايات المتحدة، أكد الأخير أن الشناوي "في الوقت الحالي بلا منافس، في ظل ابتعاد محمد أبو جبل عن مستواه بعدما كان المنافس الأبرز له في الفترة الماضية، ومن قبله جنش، وعدم ثبات مستوى محمد عواد حارس الزمالك".
ولفت مدرب حراس المرمى بالمنتخب الأميركي سابقا إلى "شخصية الشناوي وتعامله مع الظروف الصعبة وهدوئه في أوقات وأحداث كبيرة، مثل الوقت الذي اختار به الاحتفال بفوزه بجائزة أحسن لاعب في قارة إفريقيا، فاختارها قبل أيام مع نشوة فريقه بالتتويج بكأس السوبر المحلي، وليس عندما فاز بالجائزة حيث كان الأهلي وقتها فاقدا للقب الإفريقي".
وقال حارس غزل المحلة السابق إن "كل هذه الصفات مؤشر على قدرة الشناوي الهائلة في تحكمه بأعصابه، وهي كلها متطلبات لأي حارس مرمى تميزه عن بقية منافسيه"، معربا في الوقت ذاته عن خوفه من تعرضه للإصابات، لأنه "في ظل عدم وجود منافس هذا يعني أداءه عددا أكبر من المباريات مع الأهلي ومنتخب مصر".
5 سنوات من الثبات
كما أكد حارس مرمى الأهلي السابق مدرب حراس مرمى فريق أسوان الذي ترك منصبه قبل أيام أحمد فوزي، أن "الشناوي هو الحارس رقم 1 في مصر لعدة أسباب يعرفها أي حارس مرمى، وهي ثبات المستوى الفني والذهني بنسبة 70 بالمئة لعدة سنوات، وهو ما يتميز به حارس مرمى الأهلي في السنوات الخمس الأخيرة".
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، رأى فوزي أن "وجود بعض الفترات التي اهتز فيها الحارس مع فريقه في الدوري الموسم الماضي أمر طبيعي لأي حارس مرمى في العالم".
وضرب الحارس السابق مثالا بحارس مانشستر يونايتد الإسباني دافيد دي خيا، الذي مر بظروف قاسية من اهتزاز المستوى في فترات معينة، لكنه يظل واحدا من أفضل الحراس في العالم.