وداع حزين شهدته ليلة الثلاثاء، لمنتخبي إفريقيا العريقين، مصر والجزائر، من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، وما بين الحزن الجماهيري الكبير، علت أصوات الغضب على حكمي اللقاءين، اللذان أثارا الجدل.
وأدار الحكم الجزائري مصطفى غربال، لقاء السنغال ومصر في داكار، بينما أدار الحكم الغامبي الشهير بإثارة الجدل، بكاري غاساما، لقاء الجزائر وضيفتها الكاميرون.
وفي اللقائين، كانت لقرارات الحكمين أثر كبير على مجريات اللقاء، خاصة وأن مصر خسرت بركلات الترجيح، والجزائر خرجت بالثانية الأخيرة للقاء.
توتر غربال
ومنذ بداية لقاء مصر والسنغال، بدا واضحا أن الأجواء في ملعب الاستاد الجديد في داكار، ليست أجواء مباراة طبيعية، فالجماهير دخلت بلافتات مسيئة للنجم المصري محمد صلاح، ووجهت أشعة الليزر على وجوه لاعبي "الفراعنة".
ولإدارة لقاء "مشحون" مثل لقاء مصر والسنغال، يجب أن يكون حكم اللقاء على مستوى عال من التحكم بالأعصاب واتخاذ القرارات الصعبة، وهو ما لم يمتلكه غربال.
وتغاضى غربال عن تدخلات عنيفة كثيرة، وأعطى بطاقات صفراء، ليست في محلها، للفريقين، مما كشف عن سيناريو "مقلق" للحكم الجزائري خلال المباراة.
وما أثار "غضب" الجماهير المصرية والإعلام المصري، لقطتين، لتدخلين عنيفين من لاعبي السنغال، على لاعبين مصريين، لم يعد فيهما غربال لتقنية "الفار".
الأولى كانت عندما أقدم لاعب السنغال بالدعس على كاحل ظهير المنتخب المصري عمر جابر، وهي اللقطة التي لم يعد فيها لتقنية الفيديو، ولم يحتسب أي شيء.
ولا شك في أن اللقطة كانت تستحق البطاقة الصفراء على الأقل، خاصة وأنها تسببت بخروج جابر من اللقاء، على إثر الإصابة الخطيرة.
عدم العودة لتقنية الفيديو لمراجعة اللقطة، كان قرارا غريبا من غربال.
وتكررت اللقطة، بتدخل عنيف للاعب السنغال، بالضرب دون كرة، على لاعب المنتخب المصري عمرو السولية، وهي اللقطة التي وضعت فيها إدارة تقنية الفيديو عبارة "يتم التحقق من اللقطة لاحتمال استحقاق بطاقة حمراء" في البث الرسمي للقاء.
هذه اللقطة على الشاشة فضحت غربال، الذي لم يعر تقنية الفيديو أي اهتمام، ولم يعد لمراجعة اللقطة، بالرغم من مطالبة غرفة الفيديو له.
وعدم عودة غربال للقطة، كشفت "تخوفه" من اضطراره لطرد لاعب سنغالي، مما قد ينتج عن "هيجان" الجماهير واللاعبين عليه، في مباراة ليست سهلة أبدا.
المنتخب المصري فشل في التأهل، ولم يقدم مستوى "رائعا" أمام السنغال، ربما ليس بسبب التحكيم، لكن بعض القرارات التي لو اتخذها غربال، كانت قد تقلب المباراة رأسا على عقب، وتكتبت تأهلا تاريخيا لمصر.
انحياز غاساما
يشتهر الحكم الغامبي باكاري غاساما بإشعاله "نار" الجدل خلال المباريات التي يديرها، وخاصة التي يكون فيها أحد الأطراف عربية، وهو ما تكرر خلال لقاء الجزائر والكاميرون.
وعاد غاساما ليتخذ القرارات "الغريبة"، والتي بدأت باحتساب هدف الكاميرون الأول، بدون العودة لتقنية الفيديو، التي وضحت وجود دفع من لاعب كاميروني على المدافع الجزائري عيسى ماندي.
الخطأ الكاميروني قد يحتسب في 90 بالمئة من المباريات العالمية، ولكن كان لغاساما رأي آخر، حيث مضى باحتساب الهدف دون تردد، بينما عاد لإلغاء هدف جزائري في الشوط الإضافي، لإسلام سليماني، بعد أن دقق في شاشة الفيديو، التي أظهرت لمسة خفيفة للكرة باليد قبل وضعها بالشباك.
وبالإضافة لقرار هدف الكاميرون، رفض غاساما العودة للفيديو في 3 حالات لركلة جزاء للجزائر، خلال اللقاء، وهو ما دفع الإعلام الجزائري لاتهام غاساما بالانحياز الواضح.
وعن التحكيم الإفريقي وحكم لقاء الكاميرون الغامبي بكاري غاساما، قال مدرب منتخب الجزائر جمال بلماضي: "الظلم التحكيمي ليس وليد اليوم ونتعرض له منذ مدة طويلة".
وأضاف: "منذ مدة طويلة ونحن نتعرض لقلة الاحترام حيث أصبح الحكام لا يحترمون الجزائر، ويقومون بالدوس علينا".
في واقع كرة القدم، قضايا التحكيم لا يعار لها اهتمام، فور انتهاء صافرة النهاية، فلا يوجد قرار يستطيع أن يعيد لمصر أو الجزائر حقهما خلال اللقاءين الحاسمين، فالعدالة يجب أن تأتي على أرض الملعب.
ومن المؤكد منه الآن، أن كأس العالم 2022 سيكون دون العملاقين مصر والجزائر، وأن إدارة القارة الإفريقية تنظيميا وتحكيميا، لا تزال تحتاج للتغيير الجذري والمراقبة.