أنهى الفطر الأسود حياة اللاعب الغيني موري بانجورا، لاعب فريق بيلا الرياضي، أحد أندية الدرجة الثالثة في مصر، بعد معاناة مع المرض استمرت لأسابيع، وكان حديث مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار صورته جليسًا على كرسي متحرك.
وأبلغت السلطات الصحية في مصر، سفارة غينيا بوفاة اللاعب الذي لا يزال جثمانه موجودًا داخلمستشفى المطرية التعليمي، لحين ذهاب أحد المسؤولين الغينيين لاستلامه.
وكشف مسؤول في وزارة الصحة المصرية، لـ"سكاي نيوز عربية"، تفاصيل وفاة اللاعب، مشيرًا إلى دخوله مستشفى المطرية بالقاهرة يوم 13 مارس الجاري، مصابًا بالتهاب العصب السابع، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة جرى تشخيص إصابته بالفطر الأسود، ليتم حجزه والتعامل معه وفق بروتوكول خاص لعلاج المصابين بهذا المرض.
وأوضح أنه عُرض على وكيل اللاعب حجزه بالقسم المجاني حتى لا يتحمل تكاليف العلاج المرتفعة، لكنه رفض وطلب حجزه بالقسم الاقتصادي بالمستشفى، ودفع تأمينًا مادياً بنحو 32 ألف جنيه لحين شفائه ودفع باقي التكاليف، قبل أن تتدهور حالة اللاعب ويتوفى مساء أمس السبت.
ونفى المسؤول ما ذُكر عن حجز المستشفى لجثمان اللاعب الغيني لحين دفع "فاتورة العلاج"، مشددًا على أن السفارة أبُلغت بوفاته على الفور وكنا ننتظر قدومهم أمس (السبت) لاستلام الجثمان، لكنهم طلبوا استمراره داخل ثلاجة حفظ الموتى ليومين.
وقال المسؤول الذي بدا غاضبًا من الانتقادات التي وُجهت لتعامل المستشفى مع حالة اللاعب الغيني: "حالة موري بانجورا كانت متدهورة قبل أن يأتي لنا، ولم نقصر في التعامل معه، إذ طبقنا بروتوكول وزارة الصحة في علاج مرضى الفطر الأسود، وجلبنا له كل الأدوية التي تساعد في علاجه لكن حالته لم تستجب للعلاج".
وأضاف المسؤول المصري: "ما يؤكد ذلك أنه تم إعطاء اللاعب 10 جرعات من دواء أسمه "كريسمبا" تتجاوز تكلفة الجرعة الواحدة 9 آلاف جنيه، وجرى حساب تكلفة العلاج وفق الأدوية التي حصل عليها فقط، ولم نُضيف تكلفة الإقامة أو الخدمات الأخرى، كما جرى مستلزمات التكفين بالمجان، لكن هذا أيضًا ليس له علاقة بحجز الجثمان لحين الدفع، ففي حال قدوم أحد المسؤولين سيتم منحهم الجثمان على الفور".
وشدد على أنه حال عدم وصول أحد مسؤولي السفارة لاستلام الجثمان خلال يومين، سيتم إبلاغ النيابة العامة المصرية بذلك لاستخراج تصريح الدفن في "مقابر الصدقة"، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي الشائعات بشأن التعامل الطبي مع اللاعب.
حداد ببيلا
بدوره، أعلن نادي بيلا الرياضي في مصر، الحداد لمدة 3 أيام بعد رحيل اللاعب الغيني.
يذكر أن موري بانجورا من مواليد عام 1997، وله عدة تجارب في أقسام الدرجة الثانية والثالثة بالكرة المصرية والتي يُطلق عليها إعلامياً "المظاليم"، حيث بدأ مسيرته مع فريق منية سمنود وبعد تألقه قرر نادي كفر الشيخ التعاقد معه مقابل 100 ألف جنيه، قبل أن تتم إعارته لنادي عمال المنصورة، وبعد نهاية فترة الإعارة، نجحت إدارة نادي بيلا في التعاقد مع اللاعب الغيني.
وكانت آخر مباراة شارك فيها اللاعب الغيني مع فريقه ضد نادي عثماثون في دوري القسم الثالث، يوم 22 يناير الماضي، وانقطع بعدها عن التدريبات بعد معاناته من مرض السكر ثم مضاعفات الفطر الأسود لاحقًا.
وحظي اللاعب بتعاطف كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر صورته جليسًا على كرسي متحرك.
وقالت وكيلة اللاعب، سماح حمزة، إن بانجورا كان يعاني من تداعيات صحية اضطرته لإجراء فحوص طبية بعد ملاحظة انخفاض وزنه بشكل سريع وغير طبيعي ثم شعوره بالإعياء ليكتشف الأطباء إصابته بمرض السكر واشتباه بسرطان البنكرياس، ثم إصابته بالفطر الأسود لاحقًا.
تقرير رسمي
وفي وقت سابق نشر "سكاي نيوز عربية"، تقريرًا رسمياً بشأن مرض "الفطر الأسود" الذي يثير مخاوف صحية، والذي بيّن التقرير أعراض الإصابة بالفطر الأسود، والتي تشمل أعراضًا بسيطة حسب مكان نمو الفطريات مثل: الحمى، والسعال، وألم في الصدر، وضيق في التنفس، وتورم في جانب الوجه، وصداع، واحتقان في الجيوب الأنفية، وآلام البطن، ونزيف بالجهاز الهضمي، وإسهال.
وقد تحدث أحيانًا بعض المضاعفات، مثل العمى، والجلطات، وانسداد الأوعية الدموية، وتلف الأعصاب، وفقدان الوعي، وفق ما ذكر التقرير الصحي المصري.
وبشأن طرق انتقال العدوى، أوضحت وزارة الصحة أن مرض الفطر الأسود غير معدٍ، فلا يحدث انتقال للعدوى من الإنسان أو الحيوان، ولكن تنتقل عن طريق: استنشاق الجراثيم الفطرية من الهواء الملوث من التربة الرطبة أو البيئات العفنة، وتلوث جروح أو حروق الجلد بالعفن الموجود في التربة أو على الفواكه والخضروات المتحللة، إلى جانب تناول الفواكه أو الأطعمة الملوثة بالفطر.
وقال التقرير إن هذه الفطريات من "الكائنات الانتهازية" التي تبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم أو الأغشية المخاطية عندما يضعف الجهاز المناعي بصورة شديدة، فتظهر الإصابات عادة في بعض مرضى العناية المركزة، والحالات الشديدة، وبعض الناس الذين يستخدمون مضادات حيوية لفترات طويلة، أو الأدوية المثبطة للمناعة والمعالجة للأورام.
وأشار التقرير إلى أنه إذا لم تتم السيطرة على المرض، ولم يتم بدء علاجه مبكرًا يمكن أن يسبب معدل وفاة من 20 إلى 50 بالمئة للمصابين بأعراض شديدة حسب نوع الفطر المسبب للمرض، والجزء المتأثر من الجسم.
ويمكن علاج المرض بأدوية مضادات للفطريات تحت الإشراف الطبي، وتستمر فترة العلاج من 4 إلى 6 أسابيع، وفي بعض الأحيان قد يتطلب علاجه إجراء جراحة لاستئصال الأنسجة الميتة أو المصابة كإزالة العينين أو الفك العلوي لوقف انتشار العدوى.