قبل 11 عاما، ظهر الحارس المصري محمد أبو جبل للمرة الأولى مع منتخب بلاده في لقاء "تحصيل حاصل" في تصفيات كأس الأمم الإفريقية ضد منتخب سيراليون، مع تشكيلة من الشباب والصاعدين، كان من بينهم محمد صلاح، قائد الفريق الحالي.
ولعب محمد أبو جبل المباراة كاملة، إلا أن مصر لم تتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية بعد أن خسرت 2-1، في مفاجأة مدوية بعد فوزها بآخر 3 ألقاب على التوالي (2006 و2008و 2010) لتهب رياح التغيير.
ضياع الفرصة
لم يكن الحارس أبو جبل ضمن حسابات المدربين الذين تعاقبوا على قيادة الفراعنة في السنوات العشر الأخيرة، إذ تناوب شريف إكرامي وأحمد الشناوي وعصام الحضري ومحمد الشناوي على حراسة المرمى خلال العقد الأخير.
وظل أبو جبل خارج عرين المنتخب المصري، مكتفيا بالظهور على مقاعد البدلاء في بعض المباريات، لتضيع فرصة السطوع مع الجيل الشاب الذي خاض المباريات الأخيرة في تصفيات "كان 2012".
التألق بعد الـ33
في الكاميرون، وأثناء معسكر منتخب مصر، احتفل الفراعنة بعيد ميلاد أبو جبل الـ33، بعد أن ظهر للمرة الأولى في تاريخه ببطولات كأس الأمم الإفريقية، وتألق في تحد كبير مع بلاده بعد 11 عاما من ظهوره الأول.
ظهر أبو جبل في الدقيقة 88 في دور الستة عشر أمام كوت ديفوار، ليأتيه الفرج من رحم المأساة التي مر بها زميله، الحارس الأول للفراعنة في السنوات الأخيرة، محمد الشناوي.
تألق أبو جبل وتصدى لفرصة خطيرة في الوقت الإضافي، ثم أبعد ركلة ترجيحية سددها مدافع مانشستر يونايتد إريك بايلي، ليحمل الفراعنة على كتفيه ويتقدم بهم إلى ربع النهائي.
أمام المغرب شارك أبو جبل مصابا، إذ خضع لدورة علاج مكثفة قبل مواجهة أسود الأطلس، ليسقط أكثر من مرة خلال اللقاء على أرض الملعب، رافضا الخروج، متشبثا بفرصته التي جاءت في سنواته الأخيرة بالملاعب.
أبو جبل قاد الفراعنة بأداء رائع أمام المغرب إلى بر الأمان، قبل أن تجبره الإصابة على الخروج من الملعب، ليشترك ثالث الحراس، محمد صبحي ويشهد فوز مصر باللقاء (2-1).
وأمام الكاميرون في نصف النهائي، ازدادت المخاوف بغياب أبو جبل بعد ضربة خروج الشناوي تماما من البطولة، لكنه عاد وتألق ليسطع في ركلات الترجيح مجددا، ويتصدى لمحاولتين للكاميرون ويقود الفراعنة إلى النهائي.
تكريم عالمي
تحظى مباريات البطولة بمتابعة عالمية من وكالات الأنباء والصحف، خاصة في إنجلترا، حيث يغيب محمد صلاح، هداف الدوري الإنجليزي وثالث أفضل لاعب في العالم عن ليفربول بسبب مهمته الوطنية مع منتخب مصر، ويهتم الجمهور هناك بمتابعة مسيرته في القارة السمراء.
مدرب الزمالك الأسبق، جيسفالدو فيريرا، منح أبو جبل اسما آخر، هو "جاباسكي" تيمنا بلاعب كرة سلة برتغالي، وذلك نظرا لتشابه الأسماء بينهما، ولصعوبة نطقه أبو جبل.
جاباسكي كان الاسم الذي فضلت الصحف العالمية إطلاقه أيضا على أبو جبل، ليسلط الجميع الضوء على ظهوره الدرامي في الدقيقة 88 في ثمن النهائي، ثم تألقه في ركلات الترجيح وقيادة بلاده إلى النهائي.
حصل أبو جبل على الشهرة التي كان يتمناها عندما كان لاعبا في فرق الشباب يراوده حلم الاحتراف كثيرا، لكن العمر كان أسرع ليضعه في خانة ما بعد الـ30. إلا أن فرصة العمر جاءته في الكاميرون، لتزيد من آماله في أن تنتهي بأول بطولاته مع الفراعنة، وميدالية ذهبية تزين صدره.