شهدت مشاركة مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في الكاميرون تعرض الفراعنة لإصابات عديدة في صفوف المنتخب، لكن أكثر تلك الإصابات إثارة للقلق هي التي حدثت في مركز حراسة المرمى، حيث تعرض الحارس الأساسي محمد الشناوي لإصابة في العضلة الخلفية أخرجته من ثمن النهائي أمام كوت ديفوار، تلتها إصابة البديل محمد أبو جبل في ربع النهائي أمام المغرب، ليبقى الاعتماد الآن على الحارس الثالث محمد صبحي.
ومع تكرار الإصابات في مركز حراسة المرمى لا سيما وأن محمد الشناوي قد أصيب في وقت سابق بالعضلة الخلفية أيضا في البطولة العربية، وقبلها خلال مباراة ليبيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تثار التساؤلات حول هذه الإصابات، التي لا تحدث بهذه الكثافة مع الأندية، لا سيما بعد وصول المنتخب المصري للدور نصف النهائي في كأس الأمم واقتراب المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم أمام السنغال وحاجة الفراعنة لجهود وخبرات حراسه للعبور من هذا الدور الصعب.
يقول الكابتن وليد إبراهيم مدرب حراس مرمى نادي الزمالك السابق في تصريح لسكاي نيوز عربية إن "الإصابات على الأغلب لها علاقة بالحمل التدريبي، لكن لا يمكن تحديد المسؤولية عنها إلا بعد معرفة من المسؤول عن الحمل التدريبي، هل هو مخط الأحمال أم مدرب الحراس؟، ولمن يخضع الحراس في هذه المسألة؟".
إصابة أبو جبل
وأضاف أن "إصابة الحارس محمد أبو جبل ناجمة عن حركة عنيفة من رد فعل مفاجئ، حيث حاول القيام سريعا من على الأرض بعد إبعاده الكرة في مباراة المغرب، ولا أعتقد أنها تتعلق بالأحمال".
الشناوي.. هل شارك في كأس الأمم وهو مصاب؟
وأردف الكابتن وليد إبراهيم بالقول: "الشناوي كانت له إصابة سابقة خلال البطولة العربية وأعتقد أنه لم يكتمل شفاءه، وهو ما قد أدى لتجدد الإصابة خلال كأس الأمم، هناك نقص في المعلومات حول الحمل التدريبي للمنتخب المصري والمسؤولين عنه، وعن سبب كثرة الإصابات في صفوف المنتخب بشكل عام، فإصابات العضلة الضامة، تكررت مع أحمد حجازي وحمدي فتحي أيضا، وبالتالي لا يمكن الجزم ما إن كان الأمر له علاقة بمدرب الحراس أم مخطط الأحمال، لكن الأكيد أن هذه الإصابات لحراس المرمى تعتبر حالة نادرة وغير طبيعية".
الإجهاد والتوتر وحالة الملاعب
وأشار إلى أنه "من الوارد أن يكون الإجهاد له دور بعد لعب المنتخب المصري مباراتين متتاليتين مدة 120 دقيقة، كما أن حالة الملاعب غير جيدة، ولو كانت بحالة أفضل كان ذلك سيحسن أداء المنتخب، لكن نوعية الإصابات ليست لها علاقة بالملاعب، فالملاعب قد تؤثر على اللاعبين من الناحية الفنية وقد تتسبب في نوع آخر من الإصابات، لكن إصابات مثل العضلة الضامة لا أرى أن لها علاقة بالملعب لكنها تحدث نتيجة الجري السريع أو الحركة المفاجأة، لافتا إلى أن التوتر قد يكون عاملا في الإصابات لكن لا يمكن قول هذا مع حراس لهم خبرات طويلة مثل الشناوي وأبوجبل، حتى أن الشناوي شارك في كأس العالم".
محمد صبحي حارس واعد
وتوقع المدرب السابق لحراس الزمالك عدم مشاركة أبو جبل أمام الكاميرون، وأن يحرس محمد صبحي، عرين الفراعنة في هذه المباراة، معتبرا أن صبحي لا يقل شيئا عن الشناوي وأبو جبل إلا من حيث الخبرات.
وحول اعتماد المنتخب الكاميروني بشكل كبير على الكرات العرضية مع عدم تمتع محمد صبحي بعامل الطول قال الكابتن وليد إن: "الكرات العرضية والتعامل معها لا يعتمد بشكل كبير على طول الحارس أو قصره، فعل سبيل المثال حارس الزمالك السابق حسين السيد لم يكن يتمتع بالطول الفارع وكان من أفضل الحراس في مصر الذين يتعاملون مع الكرات العرضية، فالتعامل مع مثل هذه الكرات سمة يجب أن يتمتع بها حارس المرمى، وهي مهارة جيدة للغاية لدى محمد صبحي".
وتابع بالقول: "قمت بتدريب محمد صبحي في بتروجيت وكنت أول مدرب يقدمه في الدوري المصري مع الكابتن طارق يحيى، في عام 2018، حيث كان ضمن الناشئين وأشركته في آخر ثلاث مباريات بالدوري، وهو حارس جيد للغاية وقوي، وكل ما يلزمه حسن التعامل مع المباراة من بدايتها، فمع أول كرة تصل إليه وعند التعامل معها بحنكة سيدخل في جو المباراة ويؤدي مباراة جيدة، فهو حارس كبير ويجيد التعامل مع الكرات العرضية ولديه خبرات جيدة في الدوري المصري الذي كان من أفضل حراسه خلال الموسمين الماضيين".