ينتظر عشاق كرة القدم حول العالم انطلاق منافسات بطولة كأس العالم للأندية المقرر أن تحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي في فبراير الجاري.
البطولة المقرر إقامتها بحضور 6 فرق نجحوا في حصد البطولة القارية للموسم المنقضي، وهم تشلسي الإنجليزي ومونتيري المكسيكي وبالميراس البرازيلي والهلال السعودي والأهلي المصري وإيه إس بيراي التاهيتي.
وعلاوة على ذلك، تتزين البطولة بمشاركة بطل الدوري المحلي للبلد المستضيف، وهو الجزيرة الإماراتي، الذي يستهل المنافسات من الدور التمهيدي أمام بطل أوقيانوسيا "إيه إس بيراي".
وبقدر ما تعيشه بطولة كأس العالم للأندية من استقرار خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن الفكرة عانت في باكورة الانطلاق قبل ما يزيد عن 100 عام.
ووفق رواية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فإن نية إقامة كأس العالم للأندية كانت حاضرة قبل ابتكار كأس العالم للمنتخبات، وبالفعل انطلقت المنافسات عام 1909 واستمرت حتى 1911 بمشاركة فرق إنجليزية وألمانية وسويسرية.
رفض أوروبي
عام 1960 انطلقت بطولة "انتركونتيننتال" غير الرسمية بين بطلي دوري أوروبا ودوري أميركا الجنوبية، لـتخرج من رحمها فكرة جمع أبطال القارات وإقامة بطولة تحت مسمى كأس العالم للأندية.
الفكرة التي ظهرت للنور عام 1973، وأعلنت صحيفة "ليكيب" الفرنسية عن رعايتها واستضافتها في باريس بحضور أربعة أبطال لـ4 قارات، وهم أوروبا وإفريقيا والأميركيتين، ولكن سرعان ما توارت بسبب رد الفعل السلبي لأندية أوروبا، تلاه رفض من "اليويفا" عام 1975.
عقلية إيطالية
ظلت فكرة إقامة كأس العالم للأندية تتوارد في خواطر صناع كرة القدم حول العالم، إلى أن تقدم الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني رئيس نادي ميلان الأسبق، للمكتب التنفيذي بفيفا، بمشروع البطولة الحالية لمونديال الأندية عام 1993.
وبعد فترة دراسة طويلة دامت لـ 5 سنوات، قرر فيفا تنظيم أول بطولة لمونديال الأندية عام 1999 وإسناد استضافتها إلى البرازيل قبل أن يتم تأجيلها عام واحد لتنطلق النسخة الأولى عام 2000، بحضور 8 فرق، وكانت المباراة الأولى بين فريقي ريال مدريد الإسباني والنصر السعودي.
النسخة الأولى ظهر خلالها أيضًا الرجاء المغربي بطل دوري أبطال إفريقيا 1999 والنصر بطل السوبر الآسيوي 1998، ونجح في الفوز بها فريق كورينثيانز البرازيلي.
أهمية اقتصادية
"كأس العالم يمثل أهمية اقتصادية رائعة للأندية وفيفا"، هكذا استهل الناقد الرياضي إسلام البشبيشي حديثه عن منافسات مونديال الفرق، مشيرا إلى أنه بجوار الاستفادة الفنية، فهناك جوانب أخرى اقتصادية تعود على الفرق المشاركة والاتحاد المنظم.
وأوضح البشبيشي في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية: "جوائز البطولة تصل إلى 5 ملايين دولار للفائز باللقب، و4 ملايين دولار للوصيف، ومليوني ونصف المليون لصاحب المركز الثالث، ومليوني دولار للمركز الرابع وذلك بالإضافة إلى 1.5 مليون دولار، ومليون دولار للمركزين الخامس والسادس".
وتابع: "تلك الجوائز ليست وحدها الاستفادة المادية، بل ويتضاعف عليها مميزات اقتصادية من حقوق التسويق والرعاية، فالفريق الذي يشارك في مونديال الأندية لا تتساوى حقوق رعايته مع مواطنه البعيد عن تلك المنافسات العالمية، والتي يشاهدها الجميع في شتى بقاع الأرض".
وواصل: "فيفا يهمه مساعدة الأندية وأيضا مساعدة نفسه، إذ يحصل الاتحاد الدولي على حقوق رعاية وتسويق للبطولة تفوق الملايين، إلى جوار أنها بطولة ممتعة فنيا تسعد الجماهير وعشاق كرة القدم في العالم".
واتفق الناقد الرياضي محمد الصو مع الأهمية المالية والتسويقية لبطولة كأس العالم للأندية، قائلا: "البطولة تخلق منافذ عدة ليسوق كل فريق نفسه على مستوى القمصان أو التعريف بتاريخه أمام كل المتابعين، فضلا عن إمكانية توقيع توأمة بين الأندية وبعضها البعض".
احتكاك قوي
وأضاف الصو في تصريحات لـسكاي نيوز عربية: "البطولة على المستوى الفني ممتازة وهامة لكل الأندية المشاركة بها، خاصة للنادي الأهلي المصري، كما أنها فرصة جيدة لزيادة الاحتكاك بين المدارس المختلفة على مستوى القارات المشاركة".
وتابع: "على المستوى الأوروبي والمتمثل في نادي تشلسي الإنجليزي، هي بطولة يسعى خلالها لتحقيق لقب إضافي يحتفظ به في تاريخه، و"البلوز" تحديدا هو ناد يحتاج للفوز بالبطولة لأول مرة ووضع اسمه مع الأندية التي حصدت اللقب من إنجلترا، خاصَة بعدما خسر اللقب من قبل لصالح كورنثيانز البرازيلي في عام 2012 باليابان".
وفي السياق ذاته تحدث عادل محمود الظهير الأيمن الأسبق للنادي الأهلي، عن أهمية مشاركة أبناء القلعة الحمراء في مونديال الأندية، لا سيما وأنه ثاني أكثر الفرق مشاركة في البطولة عبر تاريخها.
وقال محمود في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية: "حشد أكبر أندية العالم في بطولة واحدة أمر رائع، ويمنح أبطال القارات تميزا أكبر، ويزيد من قوة الاحتكاك بين قارات العالم، وتمنحك فرصة أكبر للتطور ومحاولة مواكبة أندية أوروبا ولاعبي الأميركيتين".
واختتم: "بخلاف الأهمية التسويقية التي يعول عليها مسؤولي إدارة النادي الأهلي بالمشاركة في مونديال الأندية، فلن تتاح للمارد الأحمر فرصة مواجهة فرق كبايرن ميونيخ الألماني أو تشلسي الإنجليزي أو بالميراس البرازيلي بشكل رسمي إلا في كأس العالم للأندية".