ينتظر الجزائريون بشغف إطلاق الحكم الألماني، دانيال سيبرت صافرة موقعة نهائي كأس العرب، مساء السبت بين الجزائر وتونس باستاد "البيت" في الدوحة.
ولا حديث في الجزائر العاصمة، كما بقية أرجاء البلاد، اليوم، إلا أن موقعة النهائي لـ"محاربي الصحراء"، وسط انتعاش الآمال بتحقيق إنجاز عام 2019 عندما فاز الجزائريون بكأس الأمم الإفريقية.
ومن المنتظر أن تكون خاتمة مباريات هذه البطولة الكروية عُرساً مثيرا بين مدرستين كرويتين عريقتين مثلما أكد على ذلك مدربا المنتخبين.
ويؤكد مدربون بأن "الديربي المغاربي" لن تكون سهلة أمام المدربين الجزائري مجيد بوقرة والتونسي منذر الكبيّر بالنظر إلى عدة معطيات لها علاقة بالمستوى الفني العالي للاعبين والتحفيز المعنوي لدى الجانبين بهدف العودة بالكأس وإسعاد جماهير بلادهم.
مدرب يقرأ موقعة "ملعب البيت"
وحسب المدرب الجزائري، نسيم صفراوي فإن المباراة "ديربي مغاربي بامتياز"، مبرزا في السياق ذاته أن هذا النوع من المباريات "يٌلعب على جزئيات بسيطة بعيدا عن الجانب الإستعراضي الذي ميز لقاءات الدور الأول".
وقدّم مدرب فريق شباب عين تموشنت بالجزائر، قراءة تقنية لهذه الموقعة النهائية المثيرة وهذا في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" إذ اعتبر بأن المنتخبين الجزائري والتونسي أبانا عن "لعب مفتوح" خلال مجريات هذه البطولة.
ولكن وفق تصور صفراوي، فإن "جانب الإندفاع البدني سيكون له دور كبير في كسب معركة المستطيل الأخضر"، لكنه أكد دور الإسترجاع وشحن طاقة اللاعبين من طرف الطاقم الفني خاصة أن لاعبي "محاربي الصحراء" استهلكوا وقتا إضافيا كبيرا في مبارتي المغرب وقطر في الدورين السابقين.
واعتبر أن الرسم التكتيكي في هذه المباراة يجب أن يولي أهمية لوسط الميدان، إذ اقترح أن يدخل "الخضر" وفق خطة 4-2-3-1 مثلما كان عليه الحال في المبارتين السابقتين ضد مصر وقطر، وهذا بالاعتماد على "القناص" بغداد بونجاح مهاجما صريحا ليلعب وراءه ثلاثة لاعبين هم ياسين إبراهيمي في الوسط والطيب مزياني على يمينه وفي يساره يوسف بلايلي.
ونوه المدرب، نسيم صفراوي بدور جميع لاعبي المنتخب الجزائري خلال هذه البطولة، مؤكدا أن المهاجم بغداد بونجاح "قطعة أساسية" في المنتخب سواء "أ" أو "ب"، موضحا للجمهور أن بونجاح "لاعب يقوم بدور كبير بالكرة ومن دونها وهو الذي يخلق مساحات واسعة لإبراهيمي وبلايلي اللذين أثبتا علو كعبيهما في هذه البطولة".
الشارع يستعد لإطلاق الأفراح
وفي إطلالة على الشارع فإنه لا حديث بين الجزائريين خلال الساعات الأخيرة سوى عن المباراة النهائية لـ"محاربي الصحراء" أمام منتخب الجارة تونس الذي عاد بقوة في لقاءات هذه البطولة بعد خسارة أمام المنتخب السوري في الدور الأول.
ومنذ أن انتهت مباراة نصف النهائي الأربعاء الماضي، التي استطاع خلالها "محاربو الصحراء" كسب تأشيرة العبور إلى المحطة النهائية أمام "العنابي" بنتيجة هدفين مقابل هدف، بدأ الجمهور الجزائري يمني النفس في معانقة المجد الكروي العربي بعدما ناله إفريقيا سنة 2019 بإضافة النجمة الثانية على قميص "الخضر" والعودة من مصر بالكأس الإفريقية إلى الجزائر للمرة الثانية في تاريخهم.
وقبل سويعات عن موعد المباراة، تعيش الجزائر العاصمة حسب ما لاحظه "موقع سكاي نيوز عربية" وهذا منذ تأهل لاعبو المدرب مجيد بوقرة إلى الدور نصف النهائي ثم النهائي من بطولة كأس العرب عودة "روح كأس أمم إفريقيا 2019" إلى الشارع الجزائري، خاصة في الأحياء الشعبية المعروفة بمتابعتها الوفية لرياضة كرة القدم.
وحسب معلومات متوفرة، فإنه سيتم تنصيب شاشات عملاقة في بعض الساحات العمومية بالجزائر العاصمة وهذا لضمان متابعة الجمهور الواسع لأطوار هذه المباراة النهائية في أجواء رياضية حماسية.
ولاكتمال الصورة تصدرت تجارة قمصان "محاربي الصحراء" والبدلات الرياضية التي لها علاقة بألوان أعلام الجزائر طاولات البيع على الأرصفة على مستوى بعض الأحياء الشعبية، وفي دردشة مع أحد الباعة الذي كان يرتب أقمصة للمنتخب الجزائري للفئات الصغرى، واضعا إياها فوق طاولة البيع، أشار إلى أن "أسعار هذه القمصان في متناول الجميع.. وأن الإقبال عليها كبير تحضيرا لإطلاق الأفراح هذه الليلة".