خطف المنتخب التونسي انتصارا مثيرا بهدف في الوقت القاتل أمام نظيره المصري، مساء الأربعاء، في نصف نهائي كأس العرب للمنتخبات، ليضرب موعدا مع الدور النهائي في مواجهة المنتخب الجزائري يوم السبت على ملعب البيت بالعاصمة القطرية الدوحة.
وضمن منتخب تونس مقعدا في الدور النهائي للمرة الثانية في تاريخ مشاركاته في كأس العرب بعد نسخة 1963 التي استضافتها لبنان وتوجت بها تونس.
وفي مباراة تحبس الأنفاس، انتظر منتخب نسور قرطاج الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع لتسجيل الهدف الوحيد الذي جاء من رأسية عكسية لمتوسط ميدان الفراعنة "عمرو السولية" بالخطأ في مرمى فريقه، فعندما كان الحكم الإيراني "علي رضا فغاني" يستعد لإطلاق صافرة نهاية الوقت الأصلي للمباراة والتوجه للوقتين الإضافيين، أرسل نعيم السليتي كرة من ضربة خطأ، داخل مناطق الجزاء ولكن السولية حول الكرة برأسه في شباك الشناوي مانحا تأهلا تاريخيا لتونس للنهائي، ومفجرا فرحة كبرى في شوارع العاصمة تونس وعدد من المدن في البلاد التي تشهد أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة ووضعا اجتماعيا مترديا في الأشهر الأخيرة.
وأطلق هدف "السولية" القاتل العنان للجماهير التونسية التي خرجت إلى الشوارع والساحات في ليلة الخميس وفي أجواء مناخية باردة، ارتفعت حرارة ابتهاج آلاف المشجعين الذين خرجوا حاملين الأعلام ومرددين أهازيج تحتفي بما اعتبروه إنجازا كرويا سينسي الشعب جانبا من مآسيه وهمومه السياسية والاجتماعية.
من جانبها، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بصور فرحة الجماهير التونسية سواء في الشوارع والساحات داخل البلاد أو على مدرجات استاد راس أبو عبود، كما تغنى عدد لا محدود من الجماهير باللاعبين والمدرب المنذر الكبير، فيما تعددت مقاطع الفيديو التي تعرض هدف التأهل وفرحة لاعبي تونس على المستطيل الأخضر.
وجاءت تفاعلات التونسيين على فيسبوك لتؤكد أن منتخب تونس كان الأجدر بالعبور باعتبار أن لاعبيه كانوا الأقرب لمرمى المنافس وأنهم "استلهموا روح القائد القرطاجني التاريخي حنبعل للفوز في المباراة والتأهل للدور النهائي وذلك في إشارة إلى أن أصغر لاعبي نسور قرطاج سنا يحمل بدوره إسم حنبعل، وهو لاعب مانشستر يونايتد الأنجليزي حنبعل المجبري الذي اختير رجل المباراة أمام مصر.
ومن جهة أخرى، تداول متابعو منصات التواصل صفحات من تاريخ المواجهات الكروية بين تونس ومصر وأكدوا أن فوز نسور قرطاج في نصف نهائي كأس العرب جاء ليؤكد هيمنتهم في المواجهات المباشرة مع الفراعنة.
ورفع منتخب تونس عدد انتصاراته على نظيره المصري إلى الرقم 15 من مجموع 34 مباراة جمعته بالمنتخب المصري دون اعتبار ست مباريات أخرى لحساب تصفيات الألعاب الأولمبية غير معتمدة من قبل الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".
كما نجح نسور قرطاج في إيقاف أفضل سلسلة دون هزيمة في تاريخ المنتخب المصري بعد 19 مباراة دولية بلا خسارة ( 13 فوز و 6 تعادلات ) اذ تعود اخر هزيمة له الى يوليو 2019 في الدور ثمن النهائي لكاس أمم افريقيا في مواجهة منتخب جنوب افريقيا في نهائيات "الكان 2019"، ومنذ ذلك التاريخ لم ينهزم الفراعنة إلا يوم الأربعاء أمام منتخب تونس.
وصرح مدرب منتخب تونس المنذر الكبير في المؤتمر الصحفي عقب الفوز بأن الكرة أنصفت منتخب بلاده لقاء المردود الغزير الذي قدمه اللاعبون واستبسالهم في الدفاع عن حظوظهم حتى الرمق الأخير من المواجهة.
وقال الكبير: "سعادتي بالغة بهذا التأهل الصعب والثمين، عشنا أوقاتا عصيبة في مراحل من هذه البطولة ولكن في النهاية جنينا ثمار عملنا ومجهوداتنا، أهنيء اللاعبين والآن سنطوي هذه الصفحة ونستعد للمباراة النهائية أمام الجزائر بنفس الروح."
بدوره، اعتبر حنبعل المجبري لاعب منتخب تونس أن "المقابلة كانت صعبة جدا ولكن الأهم أن ورقة العبور كانت من نصيبنا، قدمنا مستوى كبيرا وطاردنا الفوز حتى الدقائق الأخيرة.. مبروك لتونس."
من جانبها، احتفت الصحف التونسية الصادرة يوم الخميس بما اعتبرته إنجازا كبيرا تحققه كرة القدم التونسية في ظرف صعب تمر بها البلاد.
وركزت صحيفة "الأخبار" في مقال بعنوان "بأروع انتصار.. نسور قرطاج يطيرون إلى الفينال" على أفضلية المنتخب التونسي خلال المباراة واستحقاقه التأهل بفضل عزيمة لاعبيه وروحهم القتالية طوال اللقاء وكذلك السيطرة التي فرضها والتي أثبتتها الإحصائيات الخاصة باللقاء.
وعنونت صحيفة الشروق أحد مقالاتها حول المباراة، "برافو يا لولاد" مشيدة بالأداء البطولي للاعبين بالرغم من الإصابة الخطيرة التي تعرض لها زميلهم ياسين مرياح فى الشوط الأول ومغادرته الميدان قبل أن تثبت الفحوصات التي خضع لها إصابته على مستوى الأربطة الصليبية للركبة.
وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم نشر بيانا على صفحته الرسمية على فيسبوك أكد فيه ثبوت تعرض مرياح إلى قطع في الأربطة الصليبية مما سيجبره على إجراء عملية جراحية والركون لراحة لن تقل عن ستة أشهر.
ويلتقي المنتخبان التونسي والجزائري مساء السبت في الدور النهائي الذي يحتضنه ستاد البيت بالعاصمة القطرية الدوحة.