اشتعلت في الأيام الماضية أزمة بخصوص سفيان رحيمي، بعد أنباء عن مفاوضاته مع الأهلي المصري أكدتها وسائل إعلام ونفاها اللاعب المغربي، ثم شدد على عدم صحتها ناديه الرجاء البيضاوي في بيان رسمي.
وفي حال حال انضمام رحيمي للأهلي سيكون اللاعب المغربي الثاني ضمن صفوف الفريق بعد بدر بانون، إلى جانب تسلح الأحمر بالتونسي علي معلول.
أما غريمه الزمالك فيضم في صفوفه 3 لاعبين مغاربة، وهم حميد أحداد وأشرف بن شرقي ومحمد أوناجم المعار لنادي الوداد، إلى جوار الثنائي التونسي حمزة المثلوثي وفرجاني ساسي الذي ينتهي تعاقده بنهاية الموسم الجاري.
المغاربة والتوانسة
احتراف اللاعبين التونسيين في مصر بدأ قبل 15 عاما فقط، عندما تعاقد الزمالك مع يامن بن ذكري في يونيو 2006، وبعده وسام العابدي.
كما ضم الأهلي أنيس بوجلبان في الميركاتو التالي، إلا أنه سرعان ما انتهت تلك التجارب لتغيب شمس "نسور قرطاج" عن الدوري المصري لسنوات.
وفي موسم 2016-2017، أعاد معلول التونسيين إلى مصر عبر بوابة الأهلي، ثم التحق به عدد من مواطنيه، إلى أن وصل عدد لاعبي تونس في الدوري المصري إلى 17 لاعبا في 11 فريق هذا الموسم.
أما احتراف اللاعبين المغاربة في الدوري المصري، فقد بدأ بحارس المرمى الراحل عبد القادر البرازي في الإسماعيلي موسم 1999-2000، ثم جاء المحترفون بندرة على بلدية المحلة والكروم وبتروجيت ومصر المقاصة، إلى أن اقتحم المهاجم وليد أزارو النادي الأهلي، لتبدأ الأندية رحلة الاعتماد على أبناء أسود الأطلس، الذين يصل عددهم إلى 6 لاعبين هذا الموسم.
الأسباب
غزارة اللاعبين المغاربة والتوانسة، ظاهرة جديدة على الدوري المصري، سعت "سكاي نيوز عربية" للبحث عن أسبابها، خاصة أنها انفجرت بقوة بعدما كان اللاعب القادم من جنوب القارة محتكرا لخانات المحترفين على مدار سنوات.
"احتراف اللاعب المغربي والتونسي في الدوري المصري يساهم في رفع المستوى الفني والبدني، ويفتح أبوابا للاحتراف الأوروبي"، هكذا استهل وكيل اللاعبين المغربي أوبيه كريم تصريحاته عن ظاهرة الاحتراف في الدوري المصري.
وأضاف أوبيه لموقع "سكاي نيوز عربية": "بصفتي وكيل لاعبين، أؤكد أن الدوري المصري من أفضل الدوريات، حيث يساهم في تسويق اللاعب بشكل جيد ويزيد من قيمة أسهمه".
أما الكاتب الصحفي الناقد الرياضي محمد الديك، فقد رأى أن قرار الاتحاد المصري لكرة القدم باعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين، كان أحد أهم الأسباب، و"فتح مجالا للتعاقد مع هذا الكم من اللاعبين"، بالإضافة إلى "المقابل المادي الضعيف مقارنة بالأسماء الإفريقية، بشكل لا يرهق خزائن الأندية المصرية".
وذكر الديك لموقع "سكاي نيوز عربية": "يستطيع ناد في منتصف الجدول التعاقد مع لاعب مميز في الدوري التونسي بمقابل مادي معقول، بخلاف عدم وجود كشافين في قلب القارة السمراء كما كان يحدث من قبل، بالإضافة إلى أن اللاعب الإفريقي المميز يبحث دائما عن عرض احتراف أوروبي أو آسيوي".
وأضاف: "وصول أندية شمال إفريقيا إلى النهائيات القارية خلال الفترة الماضية زاد من فرص متابعة وكلاء اللاعبين والسماسرة لهم، وإقناع المدربين المصريين بضرورة التعاقد مع اللاعب الجاهز في ظل ضغط المباريات، كما يمنح البعض إحساسا بوجود عناصر مميزة مقارنة باللاعب المصري، بجانب الخبرات المتراكمة وعامل اللغة وتقارب الطقس بين مصر وتونس والمغرب".
الاستفادة
ونوه الديك إلى اعتقاده بأن وجود اللاعبين التونسيين والمغاربة في الدوري المصري أفادهم كثيرا، رغم أنهم لم يشكلوا استفادة قوية للبطولة، قائلا: "الاستفادة لللاعب التونسي والمغربي كبيرة، بدليل انضمام العديد منهم إلى منتخبات بلادهم بعد الظهور بمستوى جيد في الدوري المصري".
وأضاف: "لكن على مستوى التأثير في شكل المنافسة، فحضور المحترف الشمال إفريقي غير ملموس على أرض الواقع بشكل كاف، بالإضافة إلى عدم استفادة اللاعب المحلي منه بعكس المحترف الإفريقي أو الأوروبي الذي يساهم في تطوير فكر وأداء اللاعب المصري".
وفي المقابل، أكد كريم أن "بداية الاستفادة تكون للنادي الذي تنتعش خزينته ماديا، بينما الفائدة الأكبر تعود على اللاعب الذي ينتقل إلى دوري يساعده على تطوير مستواه ويحظى بمتابعات كشافي أوروبا مما يتيح له فرصة الاحتراف هناك".
ويكمل: "منذ احترف البرازي في الإسماعيلي وأنا معجب بالدوري المصري وإمكانياته. يساعد اللاعب على الإبداع وتقديم مستوى أفضل".