يوما بعد يوم، تنفض ليبيا غبار الحرب والإرهاب الذي ضرب البلاد على مدار 10 أعوام، لتؤكد عزم الشعب الليبي إنجاح السلطة الجديدة ومساعيها لاستعادة الدولة مؤسساتها، وتعافي قطاعاتها المختلفة، لا سيما الرياضية منها، وتحديدا كرة القدم.
هذه المرة، جاء البرهان في كرة القدم النسائية في ليبيا، التي تستعد لرفع الحظر عنها، كما حدث سابقا مع المنتخب الأول للرجال، وهو ما سيدعمه انتصار سعاد الشيباني، مؤسسة الكرة النسائية الليبية، ومؤسسة الاتحاد الرياضي، بولاية رابعة، كعضوة لها ضمن الاتحاد الليبي لكرة القدم، بعد حصولها على ثقة أعضاء الجمعية العمومية للعبة.
سعاد الشيباني قالت في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية، إن نجاحها في ولاية رابعة يحفزها على النهوض أكثر بكرة القدم الليبية وتحديدا النسائية منها، في المحافل المحلية والعربية والدولية.
وأكدت أن كرة القدم النسائية في ليبيا ستشهد طفرة في الملاعب، فضلا عن تنظيم المسابقات والتي ستتم بشكل دوري ومنتظم للنهوض باللعبة خلال الفترة المقبلة.
آثار الحرب
واعتبرت الشيباني، أن أبرز المعوقات في نهضة كرة القدم النسائية في البلاد، تتمثل في آثار الحرب والإرهاب، وهو ما يفرض ضرورة توفير الظروف لاستئناف أنشطتها.
وأشارت عضو اتحاد كرة القدم الليبي، إلى أن ثقافة المجتمع العربي التي لا تزال سائدة، تعتبر من معوقات عودة كرة القدم النسائية، حيث مازالت هناك نظرة قاصرة في ظل تحكم العادات والتقاليد، ورغم كل ذلك فإن هناك شغف كبير بكرة القدم النسائية والإقبال على ممارستها.
وأكدت الشيباني أن غياب الدعم المادي التي تعاني منه كرة القدم النسائية في مختلف الدول العربية، يقف عائقا أمام تطوير اللعبة، وتابعت أن ليبيا تمتلك مواهب كثيرة في كرة القدم النسائية، ولكنها تحتاج إلى صقل ودعم.
وكشفت عن أن الاتحاد الليبي لكرة القدم، سوف يتجه خلال الفترة المقبلة لتنظيم دورات لإعداد كوادر نسائية في التدريب والتحكيم والإدارة، فضلا عن تنظيم منافسات عبر تدشين بطولات محلية لإعداد منتخب قوي قادر على المنافسة.
وأشارت إلى أن الحظر المادي الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بسبب توقف النشاط الرياضي في الدولة خلال السنوات الماضية، في سبيله للرفع، وذلك من خلال مكاتبات رسمية بين الاتحادين الليبي والدولي في هذا الشأن، متوقعة أن يتم رفع الحظر خلال فترة وجيزة جدا.
وأوضحت الشيباني أن هناك "مشروع وطني لدعم كرة القدم النسائية، يشمل دوارة تدريبة داخلية وخارجية، وإقامة العديد من المسابقات والندوات لنشر والتعريف بلعبة الكرة النسائية بهدف النهوض بمستوي اللعبة في ليبيا، خاصة وأن هناك لاعبات موهوبات في كرة القدم النسائية بعضهن محترفات في أندية خارجية، منهن رشا الغرور ومريم أبو عزة وليلى شامي ونادية شامي".
وأكدت أن كرة القدم النسائية اللبيبة زاخرة بالموهوبات في كافة المراكز، ويمتلك المنتخب الليبي للسيدات، لاعبة ومدربة وهي رشا الغرور، وسبق أن حصلت على لقب هداف وأفضل لاعبة في البطولة العربية داخل الصالات بعمان، كما شارك المنتخب الليبي للسيدات في العديد من البطولات الأفريقية والعربية، وحصل على مراكز متقدمة.