في إنجاز تاريخي، توجت السباحة المصرية فريدة عثمان، بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر فراشة، بفعاليات بطولة ISCA الدولية للسباحة في الولايات المتحدة الأمريكية، لتتأهل لدورة الألعاب الأولمبية المقرر إقامتها بطوكيو العام الجاري.
وبذلك، تصبح لاعبة السباحة البالغة من العمر 26 عاما والملقبة بـ"سمكة مصر الذهبية" مشروع ميدالية جديدة للمصريين بالأولمبياد القادمة، مع تفوقها الملحوظ بالفترة الأخيرة، وامتلاكها لسجل حافل من الإنجازات وبشكل خاص عندما دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعد تتويجها ببرونزية سباق 50 متر فراشة ببطولة العالم للألعاب المائية في بودابست، لتصبح أول سباحة بتاريخ مصر تقف على منصة التتويج ببطولة العالم.
وفي لقاء خاص مع موقع "سكاي نيوز عربية"، كشفت عثمان عن رحلتها الشاقة المليئة بالتحديات والإرادة، وكواليس استعداداتها لأولمبياد طوكيو، والدافع الأكبر في حياتها الذي يقف وراء اقتناصها العديد من الجوائز العالمية خلال مسارها الرياضي، بالإضافة إلى خططها المستقبلية.
قسوة الغربة.. والحلم
تؤكد فريدة عثمان لـ"سكاي نيوز عربية": "إن الحصول على الميدالية الذهبية، وتأهلها لأولمبياد طوكيو، لم يكن سهلًا وسبقته رحلة شاقة، ترويها: "تجربة لم تكن سهلة على الإطلاق لكن كان لدي عزيمة وإصرار قوي، فكنت أتمرن يوميًا صباحًا وظهرًا، بجانب تمارين تعزيز لياقتي البدنية، وكنت أتمرن 3 مرات في الجيم، وأركز بشدة في التمرين لتحسين أرقامي القياسية".
تُشير فريدة إلى أنها تتبع نظاما غذائيا صارما مُخصصا لها؛ للمحافظة على لياقة جسدها وعضلاتها، حتى تظل قوية ولديها قدرة على التحمل وتُتابع: "أنا هدفي واضح منذ البداية، بدأت أمارس الرياضة في سن الرابعة من عمري، وأحب بلدي واحرص على تحقيق إنجازات لمصر، لذلك استغرق ساعات طويلة وجهد كبير في العمل والتدريبات، وأحمل قساوة الغربة من أجل الوصول بإذن الله لهدفي".
وعن طموحها وخططها المستقبلية بعد وصولها لتلك المرحلة المتقدمة في مجال السباحة، تحكي فريدة: "كل تركيزي الآن منصبا على أولمبياد طوكيو، وأتمنى من الله التوفيق لجلب المزيد من الميداليات لبلدي".
لا تنسي "فريدة عثمان" أن نجاحها في تلك الرحلة الحافلة بالإنجازات، وراءه أسباب مختلفة تقول عنها " دعم والدتي لي أحد الأسباب، فأنا أحرص يوميًا على محادثتها لمشاركتها كل تفاصيل وقتي، والدتي كانت دافعا قويا لاقتناص الميدالية الذهبية.. بالتأكيد أمي لها فضل كبير في تشجيعي".
وتتابع السباحة المصرية أن في حياتها أيضا أشخاص آخرين يمثلون صمام الأمان والدعم الأكبر، يقتسمون شغفها ويدفعونها لتحقيق أحلامها في الحياة هم عائلتها، وعلى رأسهم شقيقها "أحمد" الذي وصفته بـ"السند الأقرب لقلبها".
لا تنسى فريدة ما يقدمه الاتحاد المصري للسباحة من أجلها، إذ تقول: "هم مؤمنون بي للغاية، ويوفرون لي كل الدعم والرعاية المعنوية، والفنية، كما لدي مجموعة من الرعاة يقدمون لي أيضًا التشجيع".
طموح المرأة العربية
ترى فريدة عثمان أن المرأة العربية تحتاج إلى الانتباه لحقوقها وأحلامها في الحياة، وتعزيز ثقتها في نفسها، وأن تشعر بأنوثتها وتؤمن بذاتها، وتتجنب التقليل من شأنها، وأن تحدد أهدافها وأحلامها وتسعى لتحقيقها بعيدًا عن أي مصدر إحباط وسلبية.
اعتادت السباحة المصرية فريدة عثمان كتابة التاريخ بأناملها التي تضرب بيها المياه، فحصدت العديد من الجوائز العالمية والبطولات الرياضية، قد يكون أبرزها حصولها على ميداليتين ذهبيتين خلال مشاركتها بدورة الألعاب الإفريقية المقامة بالمغرب، وعلى الميدالية البرونزية في بطولة العالم في كوريا الجنوبية.
من ناحية أخرى؛ كشفت السباحة العالمية أنها لا تربطها أي علاقة عاطفية بأحد، وأنها مازالت عزباء، لكنها لديها بعض مواصفات لفتى أحلامها التي تبحث عنها، أبرزها أن يكون رجل رياضي يتمتع بلياقة جيدة، ويهتم بصحته، وروحه مرحه، والأهم أن يؤمن بهدفها ويشجعها ويقف بجانبها لتحقيقه.