5 سنوات وأكثر واجهت خلالها "ياسمينا" و"هايدي" السعيد ماهر، الشقيقتان المصريتان، الكثير من التحديات كأصغر حكمتين في لعبة كرة اليد في مصر، حتى تحقق حلمهما في الحصول على الشارة الدولية للتحكيم في عام 2017، لتصبحا أصغر حكمتين في مصر وإفريقيا.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها الشقيقتان منذ قرارهما بالتحكيم رغم صغر سنهما الذي لم يتجاوز 17 عاما، نجحت الفتاتان في تحقيق المستحيل والتحكيم في مئات المباريات الدولية في العديد من دول العالم، مع الاستمرار في دراستهما بكليتي الصيدلة والإعلام.
الإدارة أم التحكيم
وتعد ياسمينا وهايدي أصغر حكمتين في مصر وإفريقيا والفارق بينهما عام واحد؛ حيث تعمل ياسمينا كمشرفة على صالة العاصمة الإدارية لليد، بينما تعمل هايدي كشرفة على صالات بطولة العالم للبد، بالإضافة إلى مشاركتهما في بطولات العالم لكرة اليد سيدات ورجال وكذلك بطولة إفريقيا وبطولات محلية وإقليمية ودولية أخرى.
تقول ياسمينا السعيد ماهر، 26 عاما، إنها كانت تحلم منذ سنوات طويلة بالعمل في مجال التحكيم في لعبة كرة اليد وكانت هي وشقيقتها أمام خيارين إما دخول مجال الإدارة أو التحكيم، لكنها في النهاية اختارت مجال التحكيم لتنجح في إثبات ذاتها بإدارة أول مباراة لها وهي شقيقتها هايدي في أغسطس من عام 2018.
وأضافت ياسمينا، التي تخرجت من كلية الصيدلة جامعة عين شمس في عام 2018 وتعمل الآن في إحدى الصيدليات الخاصة أيضا، في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن هذه المباراة جعلتهم أصغر حكمتين في مصر وإفريقيا وهو ما مثل عليهما ضغطا كبيرا من العاملين في هذا المجال لصغر سنهما وكذلك لكونهما فتاتين تحملتا المخاطرة بالدخول في هذا المجال.
مئات المباريات و10 نهائيات
وأشارت أصغر حكمة مصرية إلى أنه من الصعب إحصاء عدد المباريات التي شاركت فيها هي وشقيقتها ياسمينا، لكنها أشارت إلى مشاركتهما في العديد من المباريات، منها كأس عالم سيدات وكأس عالم ناشئات، وبطولتا أمم إفريقيا سيدات، والألعاب الإفريقية مرتان رجال وسيدات، ودورة الألعاب الإفريقية للناشئين والناشئات لمرة واحدة.
كما شاركتا في بطولة إفريقيا بطل الدوري رجال وسيدات 3 مرات، وبطولة إفريقيا بطل الكأس رجال وسيدات مرة واحدة، وبطولة إفريقيا للناشئات مرة واحدة، وبطولة إفريقيا للشابات مرة، وبطولة البحر المتوسط للناشئات مرة واحدة، وبطولات ودية منها بطولة قطر للسيدات والدنمارك وأسبانيا للسيدات.
لكن هايدي الشقيقة الصغرى صاحبة الـ 25 عاما، تؤكد في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن وجودها مع شقيقتها في اللعب وكذلك التحكيم سهلت عليهما هذه الصعوبات، خاصة وأنهما متفاهمتان داخل وخارج الملعب، موضحة أن التفاهم عنصر هام للغاية في عمليات التحكيم.
وأضافت هايدي، خريجة كلية الإعلام من الأكاديمية البحرية، أن عدم تقبل بعض الأشخاص لفكرة عملهما في مجال التحكيم بسبب صغر سنهما وتحكمان للأكبر منهما سنا، كان يقابله دعم من بعض الأشخاص المؤمنين بهما في المجال وأيضا الأهل والأصدقاء.
وأضافت هايدي أنهما حكمتا ما يقرب من 10 نهائيات لبطولات دولية في كرة اليد، مشيرة إلى أن هذه التجربة دفعت الكثيرات في مصر لخوض هذه التجربة والدخول في مجال التحكيم، مضيفة "أول ما بدأنا كنا الطقم الصغير، وما زلنا أصغر طقم في إفريقيا منذ حصلنا على الشارة الدولية في عام 2017".
وواجهت ياسمينا وهايدي العديد من التحديات أبرزها الدراسة خاصة في مرحلة الثانوية العامة، إذ تذكر هايدي أنهما كانتا تسافران إلى للتحكيم خارج مصر في أوقات الامتحانات والدراسة، مضيفة "فشلت في تأجيل امتحان كان في نفس يوم السفر للتحكيم، وهذا تسبب لي في مشاكل"، لكنهما رغم ذلك نجحتا في التخرج مع دفعتهما، حيث ذكرت هايدي إنها تخرجت بتقدير امتياز والترتيب العاشر على الدفعة، لكنها فشلت في الحصول على فرصة عمل في مجالها الإعلامي.
لحظة فارقة
تعود ياسمينا للحديث مرة أخرى، مشيرة إلى أن اللحظة الفارقة في حياتهما كانت عام 2015 والتي شهد تغييرا كبيرا في مشوارهما المهني من خلال إبلاغهما من قبل رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الإفريقي وقتها بمشاركتهما في التحكيم في بطولة المغرب، وهي أول بطولة للحصول على الشارة الدولية.
وأشارت إلى أن هذا الخبر جاء بعد تحكيمهما في مباراة دورة الألعاب الإفريقي للرجال والسيدات، خاصة مبارة قوية بين الكونغو وساحل العاج وسط حضور جماهيري كبير، ما أثار إعجاب إدارة التحكيم من مستوى التحكيم الخاص بهما وإبلاغهما بالمشاركة في بطولة المغرب رغم عدم وجودهما ضمن توزيع الحكام، وهو ما وفر عامين للحصول على الشارة الدولية.