المنافسة التاريخية بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، امتدت من أرض الملعب وصفوف المشجعين في المدرجات، إلى منصات التواصل الاجتماعي، في ظاهرة جديدة شهدت احتفال أنصار المارد الأحمر بهدف سجله لاعب من القلعة البيضاء.
وتمكنت لعبة إلكترونية جديدة من انتزاع ابتسامة المشجعين، عندما يسجل لاعبو الخصم أهدافا. ويقول مؤسس اللعبة، المهندس معتز عبد الحميد، إن الفكرة مستوحاة من لعبة شبيهة خاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وإن شغفه بكرة القدم كان الدافع الأول لتأسيس اللعبة في مصر.
وأوضح عبد الحميد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن اللعبة تعتمد على توقعات الجمهور لأداء لاعبي فرق الدوري المصري، حيث يكون لدى كل مشترك في اللعبة، خطة بقيمة 100 مليون جنيه، ولكل لاعب قيمة يحددها معدل شرائه من ممارسي اللعبة، ويتنافس مستخدمو اللعبة بشكل أسبوعي وسنوي، ليحصدوا جوائزها.
مجازفة كبيرة
تتيح اللعبة شراء ثلاثة لاعبين فقط من الفريق الواحد، مما يدفع ممارسي اللعبة لمتابعة مباريات فرق غير شعبية، بحثا عن عناصر مميزة داخلها، على أن يتم حساب النقاط لكل لاعب، بما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، سواء كان هدفا أو صناعة هدف أو خروج فريقه بشباك نظيفة، فكل شيء له تقييم معين من النقاط، ويحدث العكس في حالة تلقي اللاعب كارت أحمر أو تم استبداله خلال المباراة.
وأضاف: "الهدف من اللعبة، هو زيادة متابعي الفرق ذات الشعبية المنخفضة في الدوري المصري، من خلال تكوين دافع لمشاهدة اللاعبين الذين تتم المراهنة عليهم".
كما يوضح المهندس المصري، أن الخطوة الأصعب في هذا المشروع، هي خلق نظام إلكتروني يتمكن من تحصيل نقاط اللاعبين في المباريات بشكل فوري، قائلا إن "تكلفة نظام اللعبة وصلت إلى 2.5 مليون جنيه مصري".
ويؤكد عبد الحميد أن افتقاد الدوري المصري للاستقرار، جعل قرار تأسيس اللعبة مجازفة كبيرة، خاصة مع غياب الدعم المادي والحكومي للفكرة، لكن كان حبه لكرة القدم، هو دافعه الأقوى للاستمرار، في رحلة بدأت منذ ست سنوات، على حد تعبيره.
110 ألف مستخدم هذا الموسم
وأوضح في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الموسم وصل عدد مستخدمي اللعبة إلى 110 ألف مستخدم، مما شكل أملا قويا في تطويرها أكثر وأكثر، إذ بدأت اللعبة في عام 2014 بعدد 8 آلاف مستخدم فقط.
وأشار إلى أنه اعتمد فقط في الإعلان عن اللعبة والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعمل حاليا على زيادة حجم الإعلانات بطرق مختلفة، تستهدف قطاعات أكبر من الجمهور، كالدعاية التلفزيونية والإذاعية.
واستطرد: "حاولنا مؤخرا زيادة نشاطنا عبر حلقات توضح كواليس كل جولة من الدوري المصري، تبث عبر صفحاتنا على منصات التواصل الاجتماعي، ونسعى مستقبلا للوصول إلى الألعاب الشبيهة في الدوريات العالمية وبالأخص الأوروبية".
وأكد أن ذلك يحتاج إلى سنوات من العمل، خاصةً أن تلك الألعاب في الخارج، تُدعم من قبل الاتحاد الرسمي للدوري الذي تغطيه، ليساعدها في الحصول على البيانات الخاصة بكل مباراة، واللقاءات المؤجلة، وغيرها من التفاصيل.
كما قال عبد الحميد، إن الأيام المقبلة ستشهد محاولات جادة لأن تكون اللعبة تابعة لاتحاد الكرة المصري بشكل رسمي، موضحا أن تلك الخطوة تمثل "جزءا مهما من تطوير منظومة كرة القدم في مصر".
وختم: "نواجه العديد من الصعوبات منذ بداية رحلتنا، لكن تتلاشى كل متاعبنا عندما نقابل مستخدمي اللعبة على أرض الواقع، وهم سعداء باكتشاف لاعب في فريق مغمور بالدوري، يمكنه إكسابهم المزيد من النقاط، فنشعر حينها بنجاح فكرتنا".
خطة مستقبلية بأهداف استثمارية
من جانبه، يقول الناقد الرياضي محمد علاء إن فكرة اللعبة منتشرة عالميا، خاصةً في الدوريات الأوروبية، وحققت معظم نسخها نجاحا كبيرا.
وأضاف علاء لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التجربة الإنجليزية هي الأفضل حتى الآن، مشيرا إلى نجاحها في جذب جمهور من مختلف دول العالم، خاصةً على مستوى العالم العربي، مما رفع نسب مشاهدة الدوري الإنجليزي عالميا.
وتابع: "النسخة المصرية من اللعبة تملك حظوظًا قوية للانتشار، لما يملكه الدوري المصري من شعبية على مستوى الوطن العربي، لكن الأمر يحتاج إلى خطة مستقبلية بأهداف استثمارية واضحة، لتحقيق أكبر مكسب ممكن".
وأكد علاء أن نجاح اللعبة يزيد من القيمة التسويقية للدوري، لأنها تخلق سببا لمشاهدة مباريات، لا يهتم بها الجمهور في الظروف العادية، على حد تعبيره.
كما يتوقع الناقد الرياضي زيادة عدد مستخدمي اللعبة في الأيام المقبلة، خاصةً مع زيادة عدد الفرق المنافسة على اللقب هذا الموسم.