شكل تهافت الأندية المصرية على التعاقد مع اللاعبين التونسيين حدثا بارزا ومثيرا للجدل في انطلاق الدوري المصري الممتاز لكرة القدم، حيث شهدت فترة انتقالات اللاعبين الأخيرة ما اعتبره متابعون "هجرة جماعية" للاعبي الدوري التونسي نحو الملاعب المصرية.
فبعد أن كانت الدوريات الخليجية مثل السعودي والكويتي والقطري الوجهات المفضلة للاعبي الكرة التونسيين، صار الدوري المصري الممتاز يستقطب أكثر من أي وقت مضى هؤلاء اللاعبين، إذ ضمت الأندية المصرية 15 لاعبا بالتمام والكمال لصفوفها في مستهل موسم 2020 ـ 2021.
ومع إعطاء إشارة انطلاق الدوري، بلغ عدد التونسيين في أندية مصر 15 لاعبا موزعين على 11 فريقا وهو أعلى رقم في تاريخ الدوري الممتاز، كما أن الجنسية التونسية تأتي في المركز الثاني كأكثر جنسية حضورا بعد الجنسية المصرية.
ويضم نادي المقاولون العرب، الذي يشارك هذا العام ضمن كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أكبر عدد من التونسيين بوجود ثلاثة لاعبين وهم سيف الدين الجزيري وهيثم الجويني ووسيم النغموشي.
وكان المقاولون ضم الجزيري منذ 3 مواسم، قادما من النادي الأفريقي وسجل اللاعب 11 هدفا في الموسم الماضي كأفضل هدافي فريقه بالدوري.
كما يضم نادي الزمالك كلا من فرجاني ساسي وحمزة المثلوثي، علما أن الأول توج العام الماضي بكأس الكنفدرالية والسوبر الأفريقي وبلغ هذا العام نهائي دوري أبطال أفريقيا.
ويتوزع بقية اللاعبين التونسيين على أندية الأهلي الذي يلعب بألوانه المدافع علي معلول منذ 4 سنوات، والإسماعيلي الذي يضم كلا من فخر الدين بن يوسف ومروان الصحراوي، وبيراميدز الذي يضم المهاجم عمر العيوني وسموحة الذي يلعب في صفوفه رفيق كابو والجونة، الذي تعاقد قبل انطلاق الموسم مع محمد حبيب يكن ونادي كليوباترا الصاعد حديثا لدوري الأضواء والذي ضم إلى صفوفه سيف تقا.
بدوره حذا الإنتاج الحربي حذو عديد الأندية المصرية وتعاقد مع المهاجم رفيق الكامرجي، فيما انتدب نادي إنبي المدافع زياد بوغطاس وتعاقد وادي دجلة مع إيهاب المباركي في سبتمبر الماضي قادما من نادي الترجي.
من جهته، أكد زياد بوغطاس في تصريحات لوسائل الإعلام التونسية أن "المستوى الفني اللافت الذي أصبح عليه الدوري المصري الممتاز كان الحافز الأكبر بالنسبة لي لخوض أول تجربة في مصر بانضمامي لنادي إنبي، الفوارق كبيرة بين وضعية الأندية في تونس وفي مصر من حيث الاستثمارات والاستراتيجية".
وكشف بوغطاس أنه رفض عروضا أندية عربية أخرى واختار اللعب في الدوري المصري، مشيرا إلى أن زملاءه في منتخب تونس المحترفين بمصر شجعوه على خوض التجربة.
وأضاف قائلا: "تجربة علي معلول بالأهلي وفرجاني ساسي بالزمالك وسيف الدين الجزيري بالمقاولون كانت حافزا إضافيا، التقيت مع علي معلول الذي شجعني على القدوم إلى مصر، وأكد لي أن الظروف مناسبة للتألق والنجاح".
نموذج ملهم
ويرى متابعون للساحة الكروية في مصر وتونس أن التجربة الناجحة لكل من علي معلول مع النادي الأهلي وفرجاني ساسي في صفوف نادي الزمالك كانت ملهمة ليس فقط للاعبين التونسيين الذين صاروا يفضلون الاحتراف في مصر على دوريات أخرى عربية وحتى أوروبية، بل أيضا دافعا للنوادي المصرية ومدراء أعمال اللاعبين لاستقطاب نجوم الدوري التونسي.
ويرى محرز عويدة، وكيل أعمال اللاعبين التونسيين، أن تألق الرباعي علي معلول وفرجاني ساسي وحمدي النقاز وسيف الدين الجزيري في الأعوام الماضية في مصر لعبت دورا هاما في إقبال أندية الدوري على السوق التونسية واختطاف أبرز نجوم البطولة التونسية.
وقال عويدة لـ"سكاي نيوز عربية": "وجود 15 تونسيا بالدوري المصري للموسم الجاري يؤكد مكانة هؤلاء اللاعبين وفي الآن نفسه نجاح التجربة التي خاضها بالخصوص علي معلول وفرجاني ساسي في قطبي الكرة المصرية حيث لعبا دورا فعالا في الألقاب التي أحرزها الأهلي والزمالك في العامين الماضيين".
ويعد علي معلول، مدافع النادي الأهلي، أحد أبرز اللاعبين التونسيين في الدوري المصري إذ نجح لاعب منتخب نسور قرطاج في تحقيق 9 ألقاب مع الأهلي من بينها دوري أبطال إفريقيا 2020.
ومنذ انتدابه قادما من الصفاقسي في صائفة 2016، أصبح معلول (30 عاما) أحد ركائز الأهلي وواحدا من العلامات البارزة في فريق القرن المتوج هذا العام بثلاثية تاريخية (الدوري والكأس في مصر ودوري أبطال أفريقيا) كما كان أكثر لاعبي فريقه حضورا في المباريات المحلية والقارية.
أما فرجاني ساسي فقد نجح في أن يصبح واحدا من أفضل لاعبي الزمالك بعد عامين من انتقاله إليه في 2018، وساهم ساسي في قيادة الزمالك للتتويج بكأس مصر 2019 وكأس الكنفدرالية للعام نفسه وكأس السوبر 2020 فيما بلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للعام الجاري.