في الوقت الذي تركزت به الأضواء على محمد مجدي (قفشة) صاحب هدف الأهلي المصري خلال فوزه على غريمه الزمالك، الجمعة، ليتوج بدوري أبطال إفريقيا، لم تنسَ جماهير الأهلي أو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) واحدا من أهم من يعملون خلف كواليس الفريق البطل، هو عامل غرف الملابس وأدوات الفريق الشهير.
"عم حارث" الذي احتفى به الكاف عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، هو صاحب الإنجاز القاري الأكبر برفع 9 بطولات لدوري أبطال إفريقيا، وهو الشخص الوحيد في القارة الذي حقق هذا الرقم من بين العاملين في المجال الرياضي بشكل عام، حيث تعتبره جماهير الأحمر بمثابة "تميمة حظ".
يقول عم حارث إن البطولة الإفريقية التاسعة هي الأغلى في حياته، ورغم أنه كان شاهدا على التتويج بالبطولات القارية الـ8 السابقة، فقد أكد أنه توقع أن يرفعها مرة أخرى.
ويشير في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن الغياب عن رفع كأس البطولة الأغلى منذ عام 2013 جعل النسخة الحالية أغلى من أي لقب آخر، متفوقة على بطولة عام 2006 التي حصل عليها الأهلي على حساب الصفاقسي التونسي، بالهدف التاريخي لمحمد أبو تريكة على ملعب "رادس".
في أغسطس الماضي بلغ عم حارث سن المعاش، لكن الأهلي قرر التجديد له تقديرا لخدماته ومساهماته في تحقيق الألقاب الإفريقية الـ8 السابقة، وكأن كل منهما، النادي والعامل، كان على وعد بضرورة تحقيق التاسعة، أمل الجمهور الذي طال انتظاره.
يشير عم حارث إلى أنه يفضل اختيار أحذية بعض لاعبي الأهلي في مواجهات الغريم التقليدي الزمالك، من بينهم البطل الغائب مؤمن زكريا، الذي ابتعد عن الملاعب منذ فترة بسبب إصابته بمرض نادر.
وبما أن زكريا لم يكن مؤمن موجودا في تشكيلة الفريق هذه المرة، فإن عم حارث كان على يقين بأن الفريق سيحقق البطولة ويصنع له الفرحة، لتكتب البطولة باسمه تقديرا له في فترة مرضه.
أقدم من برج القاهرة
"أنا أقدم من برج القاهرة" كلمة عم حارث التي يهوى ترديدها، حيث دخل النادي الأهلي منذ 47 عاما عن طريق ابن عمه الذي كان عاملا في المؤسسة الرياضية العملاقة، خرج قريبه وبقي هو داخل جدران القلعة الحمراء لتتخطى بطولاته مع النادي حاجز الـ70، ويحتفي به الاتحاد الإفريقي باعتباره الأكثر حملا لكأس دوري أبطال إفريقيا على مدار التاريخ.
25 مدربا مروا على "حارس بطولات الأهلي"، أولهم كان المجري ناندور هيديكوتي وآخرهم الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني الحالي، لكن حبه الكبير كان لمانويل جوزيه، المدرب البرتغالي الأسطوري الأكثر حصولا على دوري أبطال إفريقيا بواقع 4 مرات، أعوام 2001 و2005 و2006 و2008.
يرى عم حارث أن جوزيه هو المدرب الأهم في تاريخ النادي الأهلي، حيث أعاد إليه البطولة الإفريقية عام 2001 بعد غياب طويل، وكانت لتلك البطولة فرحة خاصة.
ومع عودته إلى الأهلي في 2004، كانت لجوزيه مكانة خاصة لدى عم حارث، الذي قال: "جوزيه ميزته الاختلاف، حتى في معاملته. كان يلزم الجميع بالمعاملة الحسنة لذلك أحبه أكثر".
الأهلي حتى آخر العمر
ويعتبر "أبو سماح"، كما يحب عم حارث أن يكنى دائما، صالح سليم الإداري الأهم في تاريخ الأهلي، لكن في الوقت نفسه يمثل محمود الخطيب، رئيس النادي الحالي وأيقونة الملاعب المصرية، أسطورته الخاصة على مستوى كرة القدم، حيث "لم تأتِ الملاعب بمثله" حسبما يرى.
وكان أكبر تكريم لعم حارث حضور الخطيب فرح ابنته، حسبما يؤكد أقدم موظفي الأهلي.
"أفرح كلما أحقق بطولة كأنها الأولى"، هكذا يقول عم حارث معبرا عن حبه للنادي الذي تربى بين جدرانه، مشيرا إلى أن دخوله الأهلي "كان أكبر نعمة منّ الله عليه بها"، ويتمنى أن يبقى هناك "حتى آخر العمر".