لم يتوقف الجدل في الأوساط الرياضية بتونس حيال قرار اتحاد كرة القدم إطلاق اسم الزعيم السياسي الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس، على النسخة الحالية من مسابقة كأس تونس لكرة القدم، والتي يسدل الستار على فصلها الختامي الأحد، عندما يلتقي الترجي التونسي والاتحاد المنستيري في الدور النهائي.
وسبقت المباراة التي سيحتضنها ملعب مصطفي بن جنات، في المنستير التي تعتبر معقل الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة وفيها دفن، ردود فعل متباينة، ليس فقط بسبب إطلاق اسم الحبيب بورقيبة عليها، بعد أن كانت تسمى "كأس تونس لكرة القدم" أو "كأس رئيس الجمهورية"، وإنما أيضا لتغيير مكان إجراء الدور النهائي في ملعب خارج العاصمة تونس للمرة الأولى في تاريخ المسابقة التي انطلقت في العام 1922.
وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد أعلن الأسبوع الماضي أن نسخة الموسم الجاري من مسابقة كأس تونس سيطلق عليها اسم "كأس الحبيب بورقيبة"، وستجرى المباراة النهائية في ملعب المنستير تكريما لروح الزعيم الراحل واعترافا بما قدمه لتونس وللرياضة بوجه عام.
واعتبر رئيس الاتحاد وديع الجريء أن "هذا القرار يأتي في إطار تفعيل القوانين التي تم اتخاذها في أغسطس 2019 عندما أقر اتحاد الكرة إطلاق أسماء عدد من الشخصيات الوطنية والزعماء السياسيين والذين كان لهم دور في استقلال البلاد على النسخ الخمس القادمة للكأس".
وحملت مسابقة الكأس للعام الماضي اسم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، فيما ستحمل نسخة العام الجاري اسم الزعيم الحبيب بورقيبة، وستكون نسخة الكأس للعام 2021 باسم السياسي السابق صالح بن يوسف، بمناسبة الذكرى الستين لوفاته، أما نسخة 2022 فستحمل اسم المناضل فرحات حشاد، فيما ستكون كأس 2023 باسم المناضل السياسي الهادي شاكر.
وتداولت مصادر إعلامية مختلفة في تونس، الجمعة، معارضة رئاسة الجمهورية في تونس قرار إطلاق اسم الحبيب بورقيبة على النسخة الحالية من مسابقة الكأس، ونقل مباراة النهائي إلى خارج العاصمة تونس.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس التونسي قيس سعيد طالب بالإبقاء على المسمى القديم للكأس "كأس تونس لكرة القدم" وإجرائها في ملعب رادس الأولمبي الذي يحتضن الفصل الختامي للمسابقة منذ العام 2001.
غير أن مؤسسة الرئاسة نفت تلك الأخبار "جملة وتفصيلا"، واعتبرت أن ما يروج حول موقف الرئيس سعيد إزاء نهائي الكأس "محض افتراء".
وستجرى المباراة النهائية مساء الأحد في غياب كلي للجماهير، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا، فيما سيتم اعتماد برتوكول صحي صارم وإجراءات وقائية على اللاعبين والمدربين والمسؤولين خلال المباراة وأثناء مراسم التتويج التي من المنتظر أن يشرف عليها الرئيس التونسي قيس سعيد بحضور وزير الرياضة كمال دقيش.
واعتبر عدد من الخبراء والفنيين أن الاتحاد المنستيري سيكون أمام فرصة تاريخية للظفر بأول لقب في تاريخه باعتبار أنه سيخوض النهائي على ملعبه، لكنه سيكون أمام منافس صعب وهو الترجي التونسي حامل لقب الدوري والفريق الأكثر تتويجا في تاريخ الكأس.
ويمر الترجي التونسي بفترة انتعاش واستقرار محليا، إذ توج منذ أسبوعين بلقب الدوري للمرة الثلاثين في تاريخه والرابعة على التوالي من دون أن يعرف الهزيمة، فضلا عن أنه فاز ذهابا وإيابا في الدوري على منافس النهائي الاتحاد المنستيري.
يذكر أن كأس تونس لكرة القدم، وهي المسابقة المحلية الثانية من حيث العراقة بعد الدوري، أنشأت في العام 1922، وكانت تحمل اسم كأس رئيس الجمهورية من 1956 حتى 2010، وذلك لأن رئيس الدولة هو من يشرف على مراسم التتويج وتسليم اللقب.
ولاحقا، أصبحت تحمل اسم كأس تونس من 2011 حتى 2018، قبل أن يقرر اتحاد الكرة إطلاق اسم أحد الشخصيات السياسية على خمس نسخ (من 2019 حتى 2023).
ويملك الترجي التونسي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بـ15 لقبا، يليه النادي الإفريقي بـ13 لقبا، والنجم الساحلي الذي ظفر بالبطولة 10 مرات.