على مدار 10 أيام تقريبا، عاش الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم حالة ترقب لم تعرفها اللعبة منذ سنوات، وذلك بعد أن أبدى ليونيل ميسي، الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في التاريخ، رغبته في الرحيل عن برشلونة الإسباني بعد مسيرة امتدت لعشرين عاما.
وخلال الأيام العشرة، لم يتفوه ميسي بكلمة، وترك للصحفيين حول العالم باب التكهنات مفتوحا بشأن مستقبله ووجهته الجديدة في حال رحل فعلا عن النادي الكتالوني، الذي تدرج في صفوفه منذ أن كان مراهقا ابن 13 عاما حتى أصبح قائد الفريق الأول ونجمه الأبرز، وصنع معه أمجادا غير مسبوقة.
ولم تكن الطريقة التي أبلغ بها "البرغوث" الأرجنتيني ناديه برغبته في الرحيل بصوته، بل جاءت عن طريق "فاكس" ومن خلال فريقه القانوني.
ويوم الجمعة، فاجأ موقع "جول" متابعي كرة القدم بمقابلة حصرية مع ميسي، تناقلتها المئات من وسائل الإعلام وشاهدها أو قرأ عنها الملايين حول العالم، أطفأ فيها اللاعب صاحب الثلاثة وثلاثين عاما نار مشجعي برشلونة بقراره البقاء في "كامب نو"، لكنه فتح النار على إدارة النادي ورئيسه غوسيب ماريا بارتوميو.
فكيف نجح الموقع المتخصص في أخبار كرة القدم، بإقناع ميسي بكسر صمته في هذا الوقت الحرج، وكيف حصل على مقابلة وصفت بالتاريخية مع أفضل لاعب في العالم، بعد 10 أيام زلزل فيها عالم كرة القدم من دون أن يتحدث؟
لقد كان من المتوقع أن يتحدث ميسي لوسيلة إعلام إسبانية أو أرجنتينية، لكن اختياره وقع على موقع "جول" ليس لانتشاره الواسع عالميا، بل لصداقته القديمة مع روبن أوريا، الصحفي المعروف الذي ذاع صيته أكثر، بعد مقابلة اكتسبت أهمية مضاعفة بسبب توقيت بثها.
ووفقا لصحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية، فقد خصّ ميسي أوريا بهذه المقابلة الحصرية بعد إلحاح دام أياما، ليس فقط من الصحفي الإسباني صاحب الـ45 عاما، بل من العشرات من أكبر وسائل الإعلام في العالم.
وفتح ميسي أبواب منزله الفخم في برشلونة أمام أوريا، واختار غرفة واسعة خالية باستثناء مقعدين له ولضيفه، وانطلق لما يقترب من 20 دقيقة في حديث طمأن به جمهوره بأنه ينوي البقاء، حتى لو كان ذلك للموسم المقبل فقط.
جدير بالذكر أن أوريا ولد في مدريد عام 1975، وعمل في عدد من وسائل الإعلام المحلية لتغطية أخبار كرة القدم والتعليق على مبارياتها، كما أنه مهتم أيضا بإعداد التقارير عن سباقات السيارات.
وفي أعقاب المقابلة، حققت حسابات أوريا على مواقع التواصل الاجتماعي طفرة على مستوى المتابعين، حيث اكتسب عشرات الآلاف منهم على "تويتر" و"إنستغرام".
ويعد "جول"، الذي تأسس عام 2004، أكبر شبكة متخصصة في أخبار كرة القدم على مستوى العالم، علما أنه يصدر بـ19 لغة مع 38 نسخة محلية.