مع تفشي جائحة فيروس كورونا حول العالم، وتوقف مسابقات كرة القدم العالمية، أصبحت فيديوهات نجوم كرة القدم وهم يتدربون داخل المنازل، الطريقة الوحيدة التي يظهر بها النجوم لعشاقهم ومحبيهم حول العالم.
وتوقفت حياة النجوم الذين أبهروا العالم، بشكل تام، وأصبحوا بلا قيمة حقيقية، مؤقتا، بسبب فيروس لم يميز نجم حقق ست كرات ذهبية، وموظف عادي في دائرة حكومية.
وحتى يعود عشرات الآلاف ليتجمعوا في الملاعب الشهيرة، ويهتفوا لتشجيع نجومهم مرة أخرى، فسيتوجب على لاعبي كرة القدم البقاء في المنزل، وانتظار المستقبل المجهول.
ومع فقدان الإحساس الأسبوعي بإمتاع الملايين حول العالم، من خلال المباريات، قد يعاني نجوم كرة القدم من مشاكل بدنية ونفسية، قد تدوم آثارها لما بعد الازمة الحالية.
ووفقا لمدرب برايتون الإنجليزي، غراهام بوتر، فأن "لاعبا أو اثنين" في فريقه يعانون من قلة النوم، بسبب القلق الكبير للأحداث التي تحصل في العالم، وفقا لموقع "سي أن أن".
ويقول الطبيب كريغ دنكان، استراتيجي الأداء البشري الذي يدعم حاليا لاعبي كرة القدم المحترفين في أستراليا، لموقع "سي أن أن": "تأجيل المنافسات ، وإلغاء التدريب، وفي كثير من الحالات، عزل اللاعبين، يمكن أن يؤدي لمشاكل نفسية".
وأضاف: "لدى لاعبي كرة القدم روتين يومي وأسبوعي وموسمي صارم. أي وقت للنوم وتناول الطعام والتدريب يتم تحديده من خلال هذا الجدول الزمني، لذلك في المرحلة الحالية هناك تغييرات كبيرة. الاتصال اليومي في بيئة الفريق أمر مهم جدا، كما هو الحال في أي مكان للعمل".
أما المحاضر الأول في علم النفس بجامعة شيفيلد هالام، الدكتور بيتر أولوسوغا، فقال إن "التركيز على العودة إلى الملاعب ليس أفضل طريقة للتعامل مع أزمة لا نهاية لها في الأفق.. بالنسبة للاعبين، سيضيف ذلك مزيدا من القلق".
وأشار أولوسوغا إلى أن هناك توجه طبيعي حول التفكير بالمستقبل، والقلق بشأن ما إذا سيصبح اللاعب جاهزا بدنيا للعودة، وإذا كان سيحتفظ بالموهبة وقوة الأداء.
وقال عالم النفس: "في الرياضة، يجب أن يكون لديك أهداف معينة، وأشياء تريد تحقيقها، ولكن ما يجب فعله الآن هو الاستمرار في التركيز على اللحظة الحالية. إذا ركزت كثيرا على النتائج القادمة، فلن تحضر ما هو مهم الآن – وهو جلسة التدريب التي تقوم بها، والأشياء الصغيرة التي يمكنك القيام بها لإدخال التحسينات".
ويقول الدكتور أولوسوغا أن على اللاعبين التعامل مع الوضع الحالي على أنه تحد جديد عليهم تجاوزه، مثل الإصابة تماما، بدلا عن التعامل معه على أنه كارثة.
ومن ناحية أخرى، تمثل عقبات أخرى غير التمارين، مشكلة لبعض اللاعبين، الذين اعتادوا على نظام النادي الروتيني.
ويقول مدرب اللياقة بنادي ويمبلدون الإنجليزي، ويليام روز: "ليس فقط على اللاعبين أن يتعلموا التدريب بأنفسهم، ولكن عليهم أن يفكروا في التغذية، وفي بعض الحالات، تعلم الطبخ".
ويحاول روز التأكد من بقاء اللاعبين الشبان بصحة عقلية وجسدية جيدة، لكنه يعترف بوجود صعوبات.
بينما يعيش بعض اللاعبين في منازل خارج المدينة، يقول روز أن عددا آخر منهم يعيشون في مجمعات سكنية في وسط لندن.
المساحة الضيقة تمثل مشكلة للاعبين الشباب، الذين يحاولون التطور جسديا، وفنيا كذلك.
ويقول روز: "عندما يقولون لك أن عليك البقاء في المنزل، بينما أنت رياضي معتاد على الجري لمسافة 30 كم أسبوعيا، الأمر يصبح مخيفا جدا".
ويضيف: "أنت تديرهم من وجهة نظر بدنية للاستعداد للعب مرة أخرى، ولكنك أيضا تحفزهم ذهنيا للتأكد من أنهم لن يصابوا بالجنون".