دفع الأداء السيئ لعدد من المنتخبات في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حاليا في مصر، إلى "التخلص" من مدربيها، لا سيما أن بعض هذه الدول خرجت من الأدوار الأولى للبطولة خالية الوفاض أو بشكل مفاجئ، الأمر الذي حول البطولة إلى ما يشبه "المقصلة" لعدد من المدربين.
فقد أعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الثلاثاء، إقالة الهولندي كلارنس سيدورف من تدريب المنتخب الوطني، بعد الخروج المبكر لحامل اللقب من الدور الثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية 2019.
وقال الاتحاد في بيان إنه تم إنهاء مهام سيدورف ومساعده (مواطنه) باتريك كلايفرت بدءا من اليوم، عقب الخروج المبكر للمنتخب الكاميروني المعروف باسم "الأسود غير المروضة".
وأقصيت الكاميرون التي توجت بلقبها القاري الخامس في أمم إفريقيا 2017 في الغابون، من ثمن نهائي النسخة الحالية، بخسارتها أمام نيجيريا 2-3، في مباراة تعد من الأجمل حتى الآن في البطولة.
وأنهى المنتخب الكاميروني مشاركته في البطولة الحالية في دور المجموعات في المركز الثاني للمجموعة السادسة خلف غانا، إذ اكتفى بفوز وتعادلين (على غينيا-بيساو 2-صفر، وصفر-صفر ضد كل من غانا وبنين)، قبل أن يتلقى الهزيمة في الدور ثمن النهائي.
نتائج "غير مرضية"
وعلى خطى الاتحاد الكاميروني، أعلن الاتحاد الغيني لكرة القدم، الثلاثاء، عن إقالة المدرب البلجيكي بول بوت بعد نتائج "غير مرضية" حققها معه، اختتمت بالخروج من الدور الثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية.
واحتل المنتخب الغيني بقيادة بول الذي يشرف عليه منذ مارس 2018، المركز الثالث في المجموعة الثانية خلف مدغشقر ونيجيريا، وبلغ الدور الثمن النهائي، حيث تعرض لخسارة قاسية بثلاثية نظيفة أمام المنتخب الجزائري، الذي يقدم أحد أفضل العروض في البطولة، ويستعد لمواجهة السنغال في المباراة النهائية الجمعة في استاد القاهرة الدولي.
وأكد رئيس الاتحاد الغيني أنطونيو سواري "في 12 مباراة رسمية خاضها المنتخب تحت إشراف بول بوت، حققنا نتائج غير مرضية: خمس هزائم، أربعة تعادلات وثلاثة انتصارات".
من الملاعب للمحاكم
أما مصر، فكانت أول دولة في بطولة كأس أمم أفريقيا تعلن عن إقالة مدربها المكسيكي خافيير أغيري بعد تعرض المنتخب المصري لهزيمة قاسية أمام منتخب جنوب أفريقيا في دور الـ16 من البطولة.
وأثارت هزيمة منتخب الفراعنة غضبا عارما في البلاد، لا سيما مع تزامن الإقصاء المبكر مع "فضائح" ارتبطت بعدد من لاعبي المنتخب، وكانت مثار جدل في الشارع الكروي المصري.
وأعلن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة وكافة أعضاء الاتحاد استقالتهم فور الهزيمة، فيما لم تهدأ الانتقادات الموجهة لأداء اللاعبين حتى الآن.
وانتقلت قضية استقالة أعضاء الاتحاد المصري من الملاعب إلى ساحات المحاكم، إذ بدأت نيابة الأموال العامة العليا في مصر التحقيق في بلاغات مقدمة بحق رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة المستقيلين، تتهمهم بإهدار المال العام.
وانضم مدرب منتخب تنزانيا، النيجيري إيمانويل آمونيكي، إلى قائمة المدربين المقالين، بعد خسارة المنتخب مبارياته الثلاث في دور المجموعات أمام الجزائر وكينيا والسنغال ليحتل المركز الرابع والأخير ترتيب المجموعة الثالثة بدون رصيد من النقاط.
مصير لم يحسم
وترددت أنباء عن إقالة الاتحاد المغربي لكرة القدم لمدرب المنتخب، الفرنسي هيرفيه رونار، إلا أن رئيس الاتحاد فوزي لقجع نفى نبأ الإقالة، لكن مصير المدرب الفرنسي لم يحسم بعد.
وقال لقجع إنه يجري عملية تقييم مع المدرب رونار لمشاركة المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية في مصر، وأكد الاتحاد أن لقجع والمدرب "تدارسا الرهانات المستقبلية للنخبة المغربية، واتفقا على عقد اجتماعات أخرى في الأيام المقبلة".
وشكل خروج منتخب أسود الأطلس الذي كان من أبرز المرشحين لإحراز لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه بعد 1976، مفاجأة كبيرة، وأثار خيبة أمل مغربية وتقارير عن احتمال رحيل رونار.