ينفرد الأولمبياد الخاص، الألعاب العالمية الخاصة، الذي تحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي في مارس، بمزايا عدة، منها أنه سيشهد أكبر تجمع للمتطوعين في منطقة الشرق الأوسط، ضمن في مكان واحد.
ومن المقرر أن ينطلق الأولمبياد الخاص في 14 من مارس الجاري، ويستمر حتى 21 من الشهر ذاته، بمشاركة ما يزيد على 7500 رياضي من أكثر من 190 دولة، في أكبر حدث رياضي وإنساني على مستوى العالم لهذا العام، وفق الموقع الإلكتروني للأولمبياد.
وتتطلب هذه الأولمبياد، وجود متطوعين يقدمون يد العون للرياضيين من أصحاب الهمم، والوفود المرافقة لهم، من لحظة وصولهم إلى دولة الإمارات مرورا بالإقامة وخوض المنافسات وحتى المغادرة.
وتقول أميرة المحرمي، مدير إدارة المتطوعين في الأولمبياد الخاص في حديث إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، إن المتطوعين سيتوزعون على 10 حقول مختلفة، منها الرياضة، والإعلام، والعلميات، ومرافقة الوفود، وكبار الشخصيات، وغيرها.
وأوضحت مثلا أن متطوعي الحقل الإعلامي سيتولون تصوير فعاليات الأولمبياد والمساهمة في نشر المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي.
وستكون مهمة المتطوعين مساعدة المتسابقين في حمل المعدات وارتداء ملابس المنافسات، فضلا عن ترتيب إجراءات الدخول والخروج لهم، وفق المسؤولة الرياضية.
أرقام فاقت التوقعات
وقالت المحرمي إن متطوعو مرافقي الوفود، تم اختيارهم بناءً على اللغات التي يتقنونها، فهناك 6 لغات أساسية في الأولمبياد، وسيرافق هؤلاء الوفود أثناء وجودهم في الاولمبياد لإرشادهم ومساعدتهم.
وسيشارك في التطوع أيضا أطباء، إذ سيجرون فحصوا لنحو 7500 رياضي، يشاركون في المنافسات.
ولم تكن المحرمي تتوقع هذا القدر من الإقبال، إذ كان الظن أن الرقم المطلوب كبير (20 ألفا)، لكن عدد الذين بادروا إلى التسجيل فاق توقعات، إذ بلغ نحو 21 ألفا.
وتابعت أن "هذا الأمر يدل روح الإنسانية وحب البلاد ومساعدة أصحاب الهمم، مشيرة إلى أن المبادرة كانت جيدة من قبل الأفراد والمؤسسات التي سمحت لموظفيها بالتطوع، على الرغم من الوقت الطويل للبطولة".
واعتبرت أن التطوع يعطي صورة كبيرة عن التسامح، فكل المتطوعين من الأعمار و الأجناس والأديان، متوحدين خلف مشاعر الحب والعطاء وروح المبادرة الإنسانية.
أكبر تجمع للمتطوعين بالشرق الأوسط
ويعتبر هذا الأولمبياد حدث فريدا، ليس لأنه الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل لأنه أيضا يضم أكبر تجمع للمتطوعين في المنطقة في مكان واحد وزمان واحد، بحسب مديرة إدارة المتطوعين في الأولمبياد.
وقالت إن 49 بالمئة من المتطوعين من المواطنين الإماراتيين، والآخرين من المقيمين على أرضها، فضلا عن 2600 متطوع سيأتون من بلاد أخرى، وعلى حسابهم الخاص.
وأشارت إلى المتطوعين تلقوا تدريبا على ثلاث مراحل، أولها تعريفية عبر الإنترنت، ثم تدريب على الحقول الخاصة والتدريب في مواقع التي ستحتضن الفعاليات.
ومن بين هؤلاء الذين كرسوا وقتهم وجهدهم للأولمبياد الخاص، عائشة الهنائي (29 عاما)، التي تدير قسم التكنولوجيا في الأحداث الرياضية متطوعة .
حب مساعدة الناس
وقالت الهنائي لـ"سكاي نيوز عربية" : سبب تطوعي بشكل عام أنني أحب مساعدة الناس وخدمة المجتمع ولو كان بشيء بسيط".
وتابعت " سبب تطوعي بشكل خاص في الأوليمبياد هو أن بنت أخي لديها طيف توحد".
وأضافت "بما أنني مديرة لمتطوعين التكنولوجيا فنحن نقوم بتدريب المتطوعين القادة على البرنامج المستخدم في المسابقة بالإضافة إلى تدريب المتطوعين بشكل عام عليه".
وهناك 3 آلاف متطوع في هذا الحدث الرياضي، شاركوا في البرنامج التطوعي خلال الأولمبياد الخاص الألعاب الإقليمية التاسعة في أبوظبي 2018.
ووفق الموقع الإلكتروني للأولمبياد الخاص، يعتبر هؤلاء "المتطوعون الرواد" عماد فريق العمل التطوعي، بحكم تجربتهم الغنية .