تفرض خصوصية موقع إقليم كردستان، الذي تسعى السلطات الكردية لجعله دولة مستقلة، حسابات عدة في وجه محاولات الانفصال الحثيثة، حيث أن الإقليم "حبيس" 3 دول ترفض قيام كيان جديد فيما بينها.
فالأراضي الكردية المشمولة في استفتاء الاثنين"التاريخي" على استقلال الإقليم، محاطة بشكل كامل بحدود مع العراق وتركيا وإيران، وهي الدول الأكثر تشددا في معسكر معارضي الاستقلال، الذي يضم معظم أعضاء المجتمع الدولي.
وبإمكان الدول الثلاث إن أرادت أن تفرض عزلة تامة على كردستان، في حال أصرت سلطات الإقليم على المضي قدما في خطط الاستقلال، بعد الاستفتاء المضمون أن تكون نتيجته "نعم".
وتمتلك تركيا وإيران معابر عدة من وإلى إقليم كردستان، وأرسلت الدولتان إلى جانب العراق رسائل مبطنة لأربيل بأنها قد تتخذ "إجراءات" إن استمرت مساعيها الانفصالية، قد يكون بينها عزل "مشروع الدولة المقبلة".
وتعد المعابر مع تركيا الأهم بالنسبة للإقليم، وفي مقدمتها معبر الخابور، الواقع شمال غربي محافظة دهوك قرب الحدود السورية التركية العراقية.
والمعبر يعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط كردستان العراق بالعالم الخارجي، وتمر من خلاله معظم حركة التجارة من وإلى الإقليم.
أما معبر إيراهيم الخليل البري، فيقع شمالي محافظة دهوك، وهو أقل أهمية بالنسبة لكردستان وتركيا.
وقد لوحت أنقرة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة بموجب القانون الدولي، إذا أدى استفتاء "استقلال" كردستان إلى تهديدات للأمن القومي التركي، كما أكدت أن كل النقاط الحدودية يجب أن تكون تحت إدارة حكومة بغداد.
وعلى الحدود الكردية الإيرانية، يبرز معبر برويز خان في محافظة ديالى، ومعبر باشماخ في محافظة السليمانية، ومعبر حاج عمران في أربيل.
والاثنين أعلنت إيران أن الحدود البرية مع كردستان العراق "لا تزال مفتوحة"، بعد "رسالة تهديد" للإقليم على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية.
وكان المتحدث بهرام قاسمي أعلن في وقت سابق أن بلاده أغلقت "حدودها البرية والجوية مع كردستان العراق بطلب من حكومة" بغداد.
وكانت طهران أعلنت الأحد تعليق جميع الرحلات الجوية نحو مطاري أربيل والسليمانية، وكذلك كل الرحلات التي تنطلق من كردستان العراق وتعبر أجواء إيران.
ويملك كردستان العراق مطارين هما أربيل والسليمانية، إلا أنهما تحت رحمة المجالات الجوية العراقية والتركية والإيرانية، علما أن الأخير مغلق أمام الإقليم.