رعم "العداوة الشديدة" بين نظامي الحكم في سوريا وتركيا، فقد حدث توافق نادر بينهما من حيث الترحيب باتفاق مناطق تخفيف التوتر، الذي جرى توقيعه في أستانة عاصمة كازاخستان.
فقد أكد رئيس وفد الحكومة السورية إلى اجتماع "أستانا 4" بشار الجعفري، الخميس، أن توقيع اتفاق مناطق تخفيف التوتر سيساعد في فتح الباب للحل السياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها السابع.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن الجعفري تأكيده أن اجتماعات "أستانا 4" كانت قفزة نوعية بإنجازاتها، معربا عن تقديره لجهود كازاخستان وروسيا وإيران "في هذا الإنجاز المهم الذي سيساعد في فتح الباب أمام الحل السياسي".
وأضاف الجعفري: "نأمل من الأصدقاء الروس والإيرانيين بحث تفاصيل المذكرة الروسية حول اتفاق تخفيف التوتر مع دمشق في أسرع وقت ممكن".
وكانت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا وقعت خلال الجلسة العامة لاجتماع "أستانة 4" في العاصمة الكازاخية، الخميس، المذكرة الروسية الخاصة بمناطق تخفيف التوتر.
من جانب آخر، رحبت تركيا باتفاق إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، مشيرة إلى أنه ينص على وقف الأطراف المتصارعة استخدام الأسلحة كافة في المناطق الخالية من الاشتباكات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إليها.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن الاتفاق الذي جرى توقيعه خلال اجتماع أستانة يقضي بإقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، تضم كامل محافظة إدلب وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص ودمشق "الغوطة الشرقية" ودرعا والقنيطرة.
وأضاف البيان أن الدول الضامنة الثلاث ستنشئ مجموعات عمل تقوم خلال الفترة المقبلة، بتحديد التفاصيل المتعلقة بحدود مناطق تخفيف التوتر والقواعد الخاصة بها.
وأكد استمرار تركيا في جهودها المكثفة من أجل ترسيخ وقف إطلاق النار المطبق حاليا، مما سيؤدي إلى تحسين الأوضاع في سوريا وتأمين الاحتياجات الإنسانية وتوفير الأمن للمدنيين.
يذكر أن أستانة شهدت في يناير الماضي أول اجتماع لبحث الإجراءات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، برعاية تركية روسية وبمشاركة إيران والولايات المتحدة وحكومة دمشق والمعارضة، فيما بدأت الأربعاء الجولة الرابعة من المحادثات واختتمت الخميس.