على بعد نحو 90 كيلومترا شمال القاهرة تقع مدينة طنطا، التي تتوسط دلتا النيل وتشتهر بصناعة الحلوى الجافة (النواشف)، وتعد ثالث أهم مدن مصر بعد العاصمة والإسكندرية.
لكن المدينة المعروفة بهدوئها نسبيا مقارنة بالقاهرة، تحولت الأحد إلى مسرح لهجوم دام، حيث فجر انتحاري نفسه داخل كنيسة مار جرجس ليقتل 30 شخصا على الأقل ويصيب عشرات آخرين.
وظلت طنطا عاصمة محافظة الغربية بعيدة عن أعمال العنف التي شهدتها عدة مدن مصرية، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، في 30 يونيو 2013.
إلا أنه قبل 8 أيام، قتل شرطي وأصيب 12 آخرون في انفجار أمام مركز تدريب لقوات الشرطة في طنطا، وأصيب 3 مدنيين أيضا، مما أدخل المدينة إلى قائمة أهداف المتشددين التي تسارعت وتيرتها في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وتقع الكنيسة المستهدفة وسط المدينة، وبنيت عام 1939 وهي أقدم وأكبر كنائس طنطا.
وتعد طنطا ملتقى طرق بالنسبة للمسافرين من شمال مصر إلى جنوبها والعكس، وبها واحدة من أكبر محطات القطار في البلاد.
وبحكم موقعها وسط دلتا النيل، تشتهر محافظة الغربية بالزراعة، كما تعد طنطا مركزا صناعيا وتجاريا مهما في شمال مصر، وبها أكبر منتجي الحلوى التي تعد أحد طقوس المصريين للاحتفال بالمولد النبوي، كما أنها تصدر خارج البلاد.
أما أشهر ما يميز طنطا فهو الجامع الأحمدي، الذي بني بعد وفاة الإمام الصوفي أحمد البدوي قبل نحو 8 قرون وتحول إلى مزار لمريديه، وهو واحد من أكبر الجوامع في الدلتا وأشهرها في مصر.