أعاد اعتراف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الأحد، بتخلي بلاده عن "الحركيين" في الجزائر، نقاشا تاريخيا إلى الواجهة بشأن شريحة يشيد فرنسيون بتضحياتها فيما يدرجها جزائريون ضمن فئة الخونة.
ويجري إطلاق وصف "الحركيين" على جزائريين تطوعوا للخدمة والقتال في صفوف الجيش الفرنسي، أيام حرب الجزائر، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف.
ويعزو البعض أصل الكلمة إلى الحركة أي الدينامية، لكن متابعين يوردون روايات مختلفة بشأن الحركيين الذين كانوا يتقاضون رواتب رسمية نظير خدمتهم العسكرية.
ويقول الرافضون لاتهام الحركيين بالخيانة، إن انضمامهم للجيش الفرنسي لم يكن خيانة، وإنما رد فعل ناجم عن خلافات مع جبهة التحرير حول سبل المقاومة، لاسيما أن الزعيم الوطني الجزائري، مصالي الحاج، نفسه، كان رافضا للعمل المسلح ومتشبثا بالعمل السياسي السلمي.
وكان هولاند، قد وعد، أيام الدعاية الانتخابية للرئاسة الفرنسية، في أبريل 2015، بالاعتراف بمسؤولية فرنسا في التخلي عن الحركيين، وعما لحق بمن ظلوا في الجزائر بعد استقلالها، فضلا عن الإقرار بصعوبة الأوضاع التي عاش فيها من جرى ترحيلهم إلى فرنسا.
وتخلت فرنسا بعد انتهاء حرب الجزائر عام 1962، عن حركيين يتراوح عددهم ما بين 55 و75 ألفا، بحسب تقديرات المؤرخين.
واستقبلت فرنسا قرابة 60 ألفا فقط من الحركيين، علما أن عددهم يبلغ، اليوم، 500 ألف شخص، فيما ظل آخرون في الجزائر يواجهون اتهامات بالوقوف ضد بلادهم في لحظة تاريخية فارقة.
وتحولت قضية الحركيين التي مضى عليها أكثر عليها من نصف قرن، إلى مادة دسمة لمرشحي الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2017.
وقال الرئيس الفرنسي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات القادمة، نيكولا ساركوزي، إن مأساة الحركيين هي مأساة كافة الفرنسيين.
أما المرشح اليميني في الانتخابات التمهيدية، فرانسوا فايون، فقال إنه سيخذ إجراءات لجبر ضرر الحركيين في حال جرى انتخابه رئيسا، مؤكدا أن الفرنسيين ارتكبوا أخطاء في حق الحركيين.