مع إعلان قيادة التحالف العربي عن هدنة إنسانية جديدة في اليمن تبدأ مساء الأحد، تكون بذلك الهدنة الثالثة التي تلت هدنتين لم تصمدا أمام خروقات الحوثيين.
ففي 13 مايو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة بموافقة أطراف النزاع وترحيب مجلس الأمن عن بدء هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام لفتح المجال أمام تقديم المساعدات الإنسانية للسكان.
ولم تكد تمر ساعة على بدء سريان تلك الهدنة حتى اتهمت المقاومة الشعبية الحوثيين وقوات صالح بمحاولة التقدم في تعز وقصف بعض المناطق في المدينة، كما اكتسب الحوثيون مواقع جديدة داخل مدينة عدن.
والتزم التحالف العربي بالهدنة، وكان الرد العسكري محدودا على الخروقات الحوثية، لكن الغارات الجوية لم تستأنف إلا بعد انقضاء وقت الهدنة بالكامل.
وفي العاشر من يوليو الجاري، أعلنت الأمم المتحدة عن هدنة جديدة في اليمن لكنها لم تصمد في ساعاتها الأولى.
وقصف الحوثيون عدن وبدأوا معارك في مدينة تعز الجنوبية وفي محافظة مأرب بشرق البلاد وسط قصف عنيف متبادل بالمدفعية بين مقاتلي الحوثيين ومقاتلي المقاومة، في حين شن التحالف العربي بقيادة السعودية سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في مدن يمنية عدة.
وفي 25 يوليو، أعلنت قيادة التحالف العربي عن هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تبدأ منتصف ليل الأحد 26 يوليو، من أجل إرسال مساعدات إغاثية.
وطلب الرئيس اليمني في خطاب وجهه الى الملك سلمان بن عبد العزيز "دعم موقفنا في الحكومة اليمنية في مباحثاتنا مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة حيال إعلان هدنة إنسانية وفق شروط أهمها التزام الحوثيين وحلفائهم بالهدنة وعدم التعرض للمساعدات الإنسانية، ورغبة منا في إدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية".
ولم يعلن الحوثيون الموالون لإيران موقفا بعد من إعلان التحالف العربي للهدنة، فيما لا تعول الحكومة اليمنية على التزام الحوثيين بهذه الهدنة.
وجاء قرار إعلان الهدنة بعد نجاح القوات الموالية في عدن بعد أربعة أشهر من المعارك الدامية من استعادة عاصمة الجنوب اليمني من المتمردين الذين باتوا لا يحتفظون فيها إلا ببعض الجيوب في شمالها.
وبفضل هجوم شنته القوات اليمنية الحديثة التجهيز بالأسلحة والآليات من قبل التحالف، ودعم جوي، تم طرد المتمردين من المدينة.